مصممون على مواصلة عملنا مهما كلفنا الثمن..

شهود على الجريمة.. صحفيون لـ"أمد": الرصاصة التي قتلت "شيرين أبو عاقلة" زادتنا قوة

تابعنا على:   22:06 2022-05-14

أمد/ غزة- صافيناز اللوح: في كل مرة يرسل الاحتلال الإسرائيلي رسالة للعالم مفادها: أن عقلية جنوده الإجرامية لم ولن تتغير، وسيزرع في أدمغتهم قتل الفلسطيني دون التفريق باللون أو الجنس أو الديانة، أو حتى المهنة.

فالصحفيون أيضاً لم يسلموا من جرائم الاحتلال الهمجي، فهم كغيرهم ممن سبقوهم من الشهداء حيثُ ارتقى منهم عدداً برصاص وإجرام المحتل، وكان آخرها إعدام الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة، خلال تغطيتها للأحداث الميدانية في مخيم جنين، بالضفة الغربية المحتلة.

غضب كبير واحتجاجات قام بها الصحفيون في كافة محافظات الوطن، ومنهم من بكاها أمام شاشات الكاميرا، لينعى شيرين أبو عاقلة التي عاش على صوتها الشعب الفلسطيني، ورحلت ليسجل التاريخ اسمها أيقونة حفرت في أدمغة ليس الفلسطينيين فحسب، بل العالم أجمع.

الصحفية شذى حنايشة من "ألترا فلسطين"، والتي شهدت على جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، أكدت في حديثها مع "أمد للإعلام"، أنّ الاحتلال الإسرائلي كان يحاول أو يريد ايصال رسالة من خلال استهدافه للصحفيين بشكل مباشر وإصابة الزميل علي السمودي واغتيال الزميلة شرين، ليخيف الصحفيون، ويمنعهم من التغطية.

وشددت حنايشة، أؤكد لك عن الصحفيين جميعهم أن التغطية مستمرة وأنهم سيستمرون في نقل الحقيقة ونقل انتهاكات الإحتلال المتكررة واليومية، بحق الشعب الفلسطيني .

وأكملت حنايشة حديثها لـ"أمد"، أنّ الاستهداف كان مباشر وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الإحتلال يريد تخويفنا، ويريد تخويف الصحفيون ومنعهم من التغطية في هذه المناطق.

وتابعت، أنّ الصحفيين والزملاء المصورين كلهم بدون استثناء على الرغم من مصابهم الصعب، واستشهاد شرين، إلا إنهم كانوا متواجدين في تشييعها في جنين يبكون ويحملون كاميراتهم".

وفي رسالة وجهتها للمجتمع الدولي، قالت حنايشة لـ"أمد"، أتمنى أن تتحقق العدالة في التحقيقات، لأنّ ماحدث هو  استهداف بشكل مباشر واغتيال الزميلة شرين، فبالتالي عليهم أن يسمعوا الصوت الفلسطيني وألّا ينحازوا للاحتلال الإسرائيلي.

الصحفي محمد وشاح مراسلة قناة الجزيرة مباشر، والذى نعى زميلته في العمل شيرين أبو عاقلة، خلال حديثه مع "أمد للإعلام" قائلاً: "اغتيال شيرين أبو عاقلة لم يكن الأخير في مسلسل الاعتداء على الصحفيين في قطاع غزة والضفة وفي فلسطين عموماً.

وأكد وشاح لـ"أمد"، أنّ "شرين أبو عاقلة كانت على مدار الربع قرن تنقل الأحداث بحيادية، وتنقل الرواية الفلسطينية وحتى الرواية الإسرائيلية، وكان الحياد والموضوعية هو أساس عملها الصحفي، والاحتلال الاسرائيلي لم يرق له أن ينقل أحد أي اعتداء وخاصة في جنين التي ركز في الفترة الاخيرة الإعتداءات عليها وكان الاستهداف لشرين أبو عاقلة بهده الصورة الاجرامية".

وأضاف، عندما شاهدنا الصور لم نصدق، صحيح أن هذا الأمر ليس غريب على الاحتلال ولكن أن يكون استهداف لصحافية بهذا الحجم وهذا التاريخ، لم يكن الأمر مصدقاً.

وشدد وشاح، أنّ "اليوم الصحفي الفلسطيني أصبح يخشى على نفسه من لبس الدرع أو الخوذة، لأنه في الفترة الأخيرة الصحفيين الذين استشهدوا هم ممن يرتدون الزي الصحفي والخوذة والدرع وبالتالي الاحتلال الإسرائيلي، لا يفرق بين صحفي ولا طبيب ولا مواطن عادي ولا حتى المقاوم، فالكل عنده سواسية أمام القناص الإسرائيلي.

ونوه، لو كانت هذه الطريقة أوقفت نقل الحقيقة لتوقفت منذ اغتيال أول صحفي على مدار القضية الفلسطينية، وفي كل مرة نجد أنّ اغتيال الصحافة والصحفيين الفلسطينيين يزيد زملاءهم عنفوان واصرار على مزيد من نقل الرواية الصحيحة، لهدا  الشعب الفلسطيني المظلوم وبالتأكيد اغتيال شرين أبو عاقلة  هو وقود لزملاء جدد ممن قالو أننا تربينا على صوت شرين أبو عاقلة ونشأنا منذ كنا صغاراً، على هدا الصوت.

وأكمل حديثه لـ"أمد"،  هذا الاغتيال سيكون بمثابة وقود للصحفيين الموجودين حالياّ وللصحفيين  الجدد الذين قرروا أن يدخلوا في هذل المعترك، أما بالنسبة للمجتمع الدولي فالمطلوب أن يكون هناك محاكمة لقتلة شرين ابو عاقلة حتى يكون هناك توقف لسلسلة الاستهدافات للصحفيين الفلسطينين في عموم فلسطين ولكن الامل ضعيف في هذه المطالبات خاصة وأنها لم تلقى  استجابة بعد استشهاد عد من الزملاء واصابة عدد آخر، ولكن نامل ان يكون استشهاد شرين ابو عاقلة  على الأقل نقطة فاصلة في تاريخ استهداف الصحافة الفلسطينية .

مراسل قناة الأقصى الصحفي باسل أبو طواحينة أكد في حديثه عبر "أمد للإعلام"، أنّ اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة يمثل جريمة صارخة وطعنة غادرة لحرية الرأي والتعبير ليس فقط في فلسطين بل في العالم اجمع.

وقال أبو طواحينة، إن لم تتحرك المنظمات الدولية الحقوقية هذه المرة فلتقرأ الفاتحة على نفسها لأنها ستموت في نظر الصحفيين إلى الأبد.

على خطى شيرين..

وأوضح الصحفي جبريل ثابت من مدينة نابلس لـ"أمد للإعلام"، أنّ اغتيال الاحتلال للزميلة الصحفية التي تعمل في شبكة الجزيرة، والتي كانت توصل رسالة الشعب الفلسطيني ومعاناته للعالم أجمع، بدقة متناهية وتجازف بحياتها للوصول إلى الحقيقة منذ سنوات وحتى اليوم، ودخلت في بيوت الشعب الفلسطيني.

وقال ثابت، عند إصابة شيرين ومشهد اغتيالها عدناه عشرات المرات لنتأكد هل شيرين التي استشهدت أم أنه حلم، ولم نستوعب حتى اللحظة ما حدث، ولكن شيرين هي الحقيقة ولا يمكن للإحتلال طمسها.

وشدد، نحن نعرف جنين ووقفنا معها في أحداث، فهي تعامل الصغير والكبير بالأخوة والمحبة.

وفي رسالته للمجتمع الدولي قال ثابت عبر "أمد"، أفيقوا كفاكم عبثاً ببطونكم وعروشكم وكفاكن سبات، فستحاسبون قريباً عن صمتكم تجاه جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وستدوس عليكم شعوبكم بنعالها.

الصحفي مثنى النجار مراسل اذاعة صوت القدس وصحيفة الحدث، أكد لـ"أمد للإعلام"، أنّ اغتيال شيرين كان يريد من خلالها الاحتلال اغتيال الحقيقة، والتأثير على الصحفيين من خلال تقييدهم وتقييد حركتهم وتنقلهم وخاصة أنّ الصحفي الفلسطيني معروف، وينقل للعالم ما يجري من انتهاك ومظلومية يعيشها شعبنا.

وقال النجار، الرصاصة التي أصابت شيرين أصابتنا كصحفيين وأعطتنا إصرار والتأكيد على أنّ التغطية لن تتوقف، ليست لأنها شيرين، ولكن لأنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وآلمنا قتلها على الهواء والتي لم تشفع لها سترتها الواقية.

وأكمل النجار حديثه عبر "أمد"، لقد ضجوا أسماعنا وهم يقولون ارتدوا الملابس والدروع، وعلمونا القوانين والمواثيق الدولية وغيرها، وأكدوا على هذا الأمر ولكن قتلت شيرين وهي ترتدي الدرع الصحفي، والذي أصبح علامة تحارب الاحتلال الإسرائيلي، وهو دليل قاطع على جرم لم يزح عن التاريخ، أو من مسامع ومرأى العالم الذي رآها.

ونوه، أنّ اعدام شيرين يستدعي وقفة، وليست فقط وقفة وتمر كما مرت لزملاء آخرين وأصيب البعض ودمرت مؤسسات صحفية، لا نريد تسجيل مواقف ونسجل وقفات فقط، لأّن هذه المرة تختلف من حيثُ الحدث والزميلة وعملها منذ سنوات، ومعرفتها وصلتها بالقضية الفلسطينية.

وطالب بوضع القاتل في قفص حتى يتعلم غيره، ويتم وضع الحدود للانتهاك الذي يحدث بين الفينة والأخرى ضد الصحفيين، لذلك على جميع المؤسسات الحقوقية والمختصة بالصحفيين في كل دول العالم والتي ضمنت وكفلت ووقعت ومن بينها الاحتلال الإسرائيلي، أن يلتزموا إلتزاماً حاداً بما يتعلق بالصحفيين، وألا يتعرضوا للأذى، سواء اطلاق الرصاص أو التهديد أو الضرب أو منع التصوير وكسر الكاميرات وغيرها، وحتى لا يتكرر مشهد شيرين.

وشدد، يجب أن يتم وضع حد لهذه الجريمة، والتأكيد على ضرورة وقف الانتهاكات وإلزام الاحتلال بشكل كامل بوقف عدوانه ضد الصحفيين.

وأشار النجار، أنّ المجتمع الدولي يرى بعينه ويسمع ويشاهد ويتابع ويرصد، كون أن بعض المؤسسات تكتب تفاصيل وبتحديد الوقت عما يحدث هنا وهناك، وهو يعرف أنّ هذا الانتهاك جرى. المسئول الوحيد هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يهاجم كل من هو على الأرض.

وفي السياق ذاته أكد، مراسل قناة "الغد" في مدينة الخليل الصحفي رائد الشريف خلال حديثه مع "أمد للإعلام"، أنّ هناك استهداف واضح للصحفيين الفلسطينيين، وهذا قرار من قبل أعضاء الكنيست الإسرائيلي لا سيما الإرهابي إيتمار بن غفير الذي دعا تلى قتل الصحفيين بشكل واضح، وكذلك نفتالي بينيت الذي هنأ جنوده بعمليات القتل وإطلاق النار، وبعد ذلك تراجعت إسرائيل.

وشدد الشريف، اليوم، نرى أنّ الصحفيين الإسرائيليين مستهدفين بشكل مباشر، فما جرى مع الزميلة شيرين أبو عاقلة هو جريمة إعدام بدمٍ بارد من خلال قناص محترف، أطلق الرصاص عليها وعلى زملاءها، وكادت أن تحدث كارثة أكبر باستشهاد أكثر عدد ممكن من الصحفيين من خلال عمليات إطلاق النار.

وتابع لـ"أمد"، محزن، مؤلم، مؤثر، صادم ما جرى، وليس غريباً على الاحتلال الإسرائيلي أن يرتكب هذه الجرائم.

ونوه الصحفي الشريف، أنني عايشت موقف الزميل الصحفي معاذ عمارنة، عندما أطلقت قوات الاحتلال النار علينا، وأصيب حسنها معاذ برأسه وفقد عينه اليسرى، ولولا عناية الله لفقد معاذ حياته، ونحن أمام تحديات كبيرة، وواضح أنّ هناك قرار من أعلى المستويات، باستهداف الصحفيين وتصفيتهم.

وأضاف، اليوم اعتدي علينا من قبل المستوطنين، وعندما قلت لهم محن صحفيين، فقال لي أحدهم: أنت يجب أن تأتي رصاصة في رأسك من قبل جنودنا، ومن يدعمهم هو بن غفير أحد ولاة المستوطنين المتطرفين، ابناء كهانا وصديق ياروخ جولدشتاين.

ووجه رسالته للإحتلال قائلاً: لن نتراجع والتغطية ستبقى مستمرة، فرصاصهم وقذائفهم وقنابلهم وسلاحهم وطائراتهم لن ترهبنا ولن ترعبناء وسنبقى بالميدان لتيتنا رغم كل شئ.

وطالب من، المجتمع الدولي الأعمى والأعور والذي لا يرى ويكيل بمكيالين، أن ينظر للصحفيين وعلى وجه الخصوص الصحفيين الفلسطينيين، فقضية شيرين حركت العالم ككل ونطلب من كل الدول الأوروبية والعربية بذلك، ويجب أن يضعوا حداً لهذه السياسة العنصرية المجرمة التي تستهدف كل من يتحرك.

وأشار، إلى أنه لو حدث هذا مع الاحتلال لقامت الدنيا ولم تقعد، ولكن نرى أن الكل يدعم الاحتلال، ولكن عندما ترجمت بعض المؤسسات والفلسطينيون بأنها جريمة نكراء ويجب معاقية مرتكبيها، لذلك تراجع الاحتلال عن رواياته المتعددة.

الصحفي مجاهد السعدي الشاهد على جريمة الإعدام بحق الزميلة شيرين أبو عاقلة قال خلال اتصال مع "أمد للإعلام"، إنّ الاحتلال الإسرائيلي لا يميز بين صحفي أو طبيب أو عامل أو مقاوم، فهو يستهدف الشعب الفلسطيني بأكمله، وتعمد شيرين أبو عاقلة بهذه الطريقة وهي ترتدي كامل الملابس الصحفية والسلامة المهنية.

وأكد السعدي، "كفى صمتاً لا نريد لجان تحقيق، نريد محاسبة هذا المحتل الذي اغتال شيرين أبو عاقلة بدم بارد ولا يمكن السكوت على هذه الجرائم".

وشدد السعدي لـ"أمد"، اليوم رحلت شيرين، فمن سيكون القادم بعد شيرين، فالاحتلال حاول قتل 4 صحفيين تم إصابة أحدهم واستشهدت شيرين واثنان نجوا من الموت، فالمطلوب هو محاسبة الاحتلال وليس فقط تشكيل لجان تحقيق.

وفي السياق ذاته، قال عماد زقوت رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني ومدير اذاعة صوت الأقصى في اتصال مع "أمد للإعلام"، في بداية الحدث وعملية الاغتيال الجميع كان حزيناً ونعى الزميلة شيرين أبو عاقلة، ولكن ما حدث وما جرى، وما كان من ردود أفعال عربية ودولية، وردود الاحتلال خلال عملية التشييع، أصبحت شيرين أبو عاقلة رمز من رموز الشعب الفلسطيني، ورموز النضال الفلسطيني، وأيقونة فلسطينية عالمية.

وأكد زقوت، أنّ شيرين على مدار 25 عاماً من نضالها الإعلامي وتغطياتها وعملها الصحفي ووقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية، ستبقى على مدار الأعوام القادمة موجودة والقاتل سينتهي وسيبقى نجمها متألقاً.

وأوضح، أنّ المجتمع الدولي يكيل بمكيالين تجاه القضية الفلسطينية، ولو كانت شيرين صحفية أوكرانية أو فرنسية أو أمريكية وقتلت في ساحة أوكرانيا لقامت الدنيا ولم تقعد، وتم معاقبة المعتدي.

وشدد زقوت لـ"أمد"، أنّ هناك إدانات واسعة ولكن يجب أن تكون على أرض الواقع فعل لمعاقبة الاحتلال الإسرائيلي، وليش فقط مجرد إدانة، ونطالبه مراراً للوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ويستمع لها.

وأكمل حديثه قائلاً: قتل واغتيال شرين هو تغليب للرواية الفلسطينية على الإسرائيلية، بأنه يوجد قضية فلسطينية وحق للشعب الفلسطيني، ومناضلين وصحفيين فلسطينيين.

وتابع، موت وقتل شرين كان رافعة كبيرة للقضية الفلسطينية، كما كانت في حياتها كما مماتها فهي ستبقى رافع للقضية الفلسطينية.

ومن ناحيته، شدد الصحفي معتصم دياب مراسل قناة القدس اليوم، على أنّ جريمة شيرين أبو عاقلة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة في سلسلة جرائم انتهكها الاحتلال الإسرائيلي، بحق الصحفيين الفلسطينيين والعاملين في الميدان.

وقال دياب، إنّ المشاهد التي شاهدناها من جريمة إعدام شرين، هي صدمة جديدة بحق الصحفي الفلسطيني، وهذا يدل على عنجهية الاحتلال وغطرسته بحق الشعب الفلسطيني دون استثناء.

وأوضح، أنّ الاحتلال يتعمد عملية إعدام الفلسطيني، ومن ثم الصحفي الذي يعمل على فضح جرائمه أمام العالم.

ونوه، واهم الاحتلال بعمليات القتل ضد الصحفيين بأن تقف الكلمة والصورة، بل تزيدنا كصحفيين إصراراً وعزيمة على مواصلة طريق رسالة شيرين، مشدداً سنحمل رسالة شيرين أبو عاقلة وسنستمر معها وعلى طريقها.

وأشار، إلى أنّ المجتمع الدولي يقف عاجزاً وصامتاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وهذه ليست رده الجديدة فهو منحاز دائماً مع جرائم الاحتلال، ولكن المطلوب منه وعلى وجه الخصوص المؤسسات الحقوقية والصحفية، أن تكون عادلة وتقف بوجه هذا الاحتلال، خاصة في ظل استمرار الجرائم.

جرائم الاحتلال لن ترهبنا وسنكمل مشوار شيرين

مراسلة قناة الكوفية الزميلة "ناهد أبو هربيد" تحدثت عبر "أمد للإعلام"، أنّ الكلمات تقف عاجزة أمام بشاعة مشهد اغتيال الإعلامية شيرين أبو عاقلة أثناء قيامها بواجبها الصحفي على أرض مدينة جنين.

وقال أبو هربيد، إنّ هذا المشهد الذي أدمى قلوب كل أحرار العالم هو علامة فارقة في مسلسل الانتهاكات اليومية التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد شعبنا على امتداد الأرض الفلسطينية المحتلة.

وشددت، آن الأوان للتوقف بشكل جدي عن بيانات الشجب والإدانة وتوحيد الجهد الفلسطيني لمحاسبة هذا المحتل في المحافل الدولية، وفي سياق توظيف الدين في الأحداث والمناسبات، واستغلاله بما يخالف روحه وأهدافه السامية في التعامل مع الآخر وضيق الأفق.

وأضافت أبو هربيد لـ"أمد"،  أخشى أننا سنكون بعيدين سنين ضوئية عن مفهوم العيش المشترك معاً، ولذلك، لا بدَّ لنا من مراجعة ذاتية حول الفشل في التأسيس لثقافة سياسية واجتماعية قائمة على قبول الآخر.

وتابعت، نحن مدعوون جميعاً بحكم الانتماء الواحد والمصير الواحد إلى تصحيح الأصوات المنحرفة والضالة في غيّ العصبية والعنصرية في التعامل مع الآخر، مهما كان دينه أو جنسه أو لونه، والتضامن والوحدة لاكتساب المناعة الداخلية، وحماية وجودنا على الأرض الفلسطينية.

واستدركت بالقول: إنّ ما حدث الجمعة، من اعتداء قوات الاحتلال الهمجي على جنازة أيقونة الإعلام الفلسطيني شيرين أبو عاقلة هو جريمة أخرى تضاف إلى سلسلة جرائم المحتلين بحق شعبنا، وتحمل رسالة مفادها ألا حركة ولا حصانة للفلسطيني، حياً وميتا، وأن الاحتلال مستمر في ارتكاب هذه الجرائم دون وازعٍ أو رادع، شيرين فضحتهم حتى وهي في التابوت وأعادت القضية لقلوب العالم.

ودعت أبو هربيد، الرحمة لعروس فلسطين الانسانة القريبة الحاضرة الغائية في كل قلب فلسطيني وعربي حر الزميلة شيرين أبو عاقلة الأيقونة الفلسطينية، شهيدة الوطن والواجب، وعين الحقيقة في سبيل إيصال كلمة الحق والمظلومين للعالم أجمع.

ومن جهته، أكد مراسل اذاعة الأقصى من غزة الصحفي محمد بلور خلال اتصال مع "أمد للإعلام"، أنّ الصحفيين دائماً في مرمى استهداف الاحتلال الإسرائيلي، لأنهم ينقلون الحقيقة، فهو وصل إلى مرحلة من التطرف والعنصرية وبات لا يحترم أي شكل من أشكال العمل المدني".

وقال بلور، "في كل العالم هناك خصوصية للصحفيين، ونستطيع أن نقول هناك أيضا بعض الحصانة لأنهم يقومون بعمل إعلامي وعمل صحفي وهو أمر مسموح به بل ويتم تسهيل هدا الأمر واحترامه في جميع أنحاء العالم، فهذه المنطقة هي أحد المناطق المضطربة وأكثرها خصوصية التي تشهد انتهاكات بشكل كبير كان هناك ارتفاع في الانتهاكات في الربع الأول من هذا العام مما جرى مع الصحافية شرين أبو عاقلة وهي صحافية معروفة كانت ترتدي السترة والخوذة، وقد اتخدت كل الإجراءات اللازمة إلا أن طريقة إطلاق النار عليها كانت طريقة واضح أن فيها تعمد وفيها استهداف.

ونوه بلور لـ"أمد"، نحن كصحفيين فلسطينين في الأراضي الفلسطينية سواء في الضفة المحتلة، أو في قطاع غزة نتعرض بشكل كبير للانتهاكات، لكن ماجرى مع شرين أبو عاقلة يعد أمر صادم لأنها كانت عملية قتل واغتيال بشكل متعمد وواضح، مضيفاً أنّ بصمات الاحتلال واضحة على هذه الجريمة التي حاول أن يخفيها منذ اللحظات الاولى بل وأصدر عدة روايات مخطط لها.
 
وأكمل حديثه قائلاً: نحن كصحفيين نشعر بالصدمة الكبيرة لما وصل له واقع الاحتلال الدي لا نستغربه، ولكن نستهجن مثل هده الاعتداءات والتي تشكل نقلة جديدة ونوعية في عملية استهداف الصحفيين الأمر الذي يشكل بداية مرحلة خطيرة على جميع أنواع العمل الصحفي والتغطية الإعلامية سواء في المناطق التي تشهد تماس أو في المناطق التي تشهد فيها ربما بعد مسافة ما بين الكاميرا ووجود الصحفي الميداني، مشدداً أنّ الاحتلال بات يترصده بشكل واضح ويستهدف الصحفيين 

وفي رسالته للمحتمع الدولي، طالب بلور من المؤسسات الدولية والمؤسسات الحقوقية سواء الأمم المتحدة أو المؤسسات المعنية بربط الانتهاكات على الصعيد الدولي والمحلي لاتخاذ موقف جاد جراء هذه الانتهاكات التي باتت تتكرر ووصلت لحد غير مسبوق.

وفي رسالة أخرى، شدد: أننا كصحفيين لن يزيدنا ماجرى مع شرين أبو عاقلة إلا اصراراً على مواصلة العمل الصحفي الذي بات بالفعل يشكل فضح للرواية الصهيونية وفضح لجرائم الاحتلال  ماجرى وما سيجري في الأيام القادمة، لن يزيد اي صحفي إلا اصرار على مواصلة دوره الإعلامي، لأن هذه الرسالة لابد أن تصل والصوت لابد أن يصل والصورة لابد أن تصل أقلامنا ستواصل الكتابة عن جرائم الاحتلال سواء في القدس أو غزة المحاصرة أو الضفة المحتلة أو أرض الثمانية وأربعين.

اغتيال شرين زادنا قوة

الصحفي أسعد البيروتي محرر في شبكة مصدر وإعلامي في هيئة حشد، أكد: أنه في يوم عملية الاغتيال كنا نتابع الأحداث عن كثبت، وظننا بأنه سيكون الأمر كالمعتاد، اقتحام المخيم واعتقال يعض الشبان ويتخلله اشتباكات مع المقاومين ومواجهات، وعند الساعة السابعة صباحاً تفاجأنا بنبأ إصابة الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة بجروح خطيرة إلى جانب الزميل على سمودي، مشدداً أمّ شيرين، كانت صوتاً فلسطينياً مرموقاً على مدار 27 عاماً من عملها كمراسلةٍ لقناة الجزيرة.

وأمل البيروتي خلل حديثه مع "أمد للإعلام"، من المجتمع الدولي، الخروج من عباءة الاستدانة والشجب والاستنكار لاتخاذ خطوات جريئة ترقى لمستوى جريمة الاحتلال بحق الزميلة شيرين أبو عاقلة 

وشدد، أنّ ما نراه هو اختبار حقيقي للولايات المتحدة لمعرفة مدى التزامها بحاملي الجنسية الأمريكية وكلنا نعلم أنها تحمل الجنسية الأمريكية.

وبعث رسالة لدول العالم، التي تتغنى بحقوق الانسان والفلسطينيين والمدنيين المكفولة بموجب القانون الدولي، واتفاقية جنيف الرابعة التي نصت على حقوق  الصحفيين خاصة في أوقات النزاعات المسلحة، آملاً منها بأن نسمع قريباً تقديم قاتل إلى محكمة الجنايات الدولية، وهذا يتطلب تفعيل دور الخارجية والقيادة الفلسطينية، ممثلة بالرئيس محمود عباس، واتخاذ خطوات جادة ترقى بمستوى الجريمة بحق زميلتنا شيرين.

وجدد، العهد، لشيرين ابو عاقلة ويوسف أبو حسين، وياسر مرتجى واحمد ابو حسين وفضل شناعة وغيرهم من الصحفيين، بأن نبقى لنحمل هذه الرسالة السامية.

وفي السياق أيضاً، تحدث الصحفي هاني المغاري مدير المذيعين في فضاىية الأقصى مع "أمد للإعلام" قائلاً: إنّ الرصاصة التي أصابت شيرين هي اصابت كل الإعلاميين في الدرجة الأولى وكل الإعلاميين في مقتل.

وأوضح المغاري، نحن اليوم أمام جريمة مكتملة الأركان، وبالصوت والصورة، وهي لا تحتاج ألى تحقيق بقدر ما تحتاج إلى ملاحقة القتلة المجرمين جنود الاحتلال، الذين قتلوا شيرين هم نفسهم الذين قتلوا 16 صحفياً وإعلامياً في عدوان 2014، وهم نفسهم الذين قتلوا ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، في المسيرات السلمية شرق قطاع غزة، وهو نفسه الذي ختم جرائمه في عدوانه بمايو 2021 على غزة بقتل الزميل يوسف أبو حسين، ويجب أن نركز، على ألا يفلت هذا العدو من العقاب

واستدرك بالقول: إن كان يعتقد الاحتلال، أنّه بقتل الزميلة شيرين وغيرها من الصحفيين سيخيفنا أو سيؤثر على عملنا أو يجعلنا أن نفكر بأنفسنا وحياتنا بعيداً عن ملاحقته فهو واهم، وأعتقد أنه جرينا كثيراً، ونتحدث عن تجربتنا في فضائية الأقصى حيثُ تم قصفنا 5 مرات، واستشهد منا 5 زملاء.

وتابع، أنّ المجتمع الدولي مطالب ألا يكيل بمكيالين، هذه السياسة يجب أن تقف ويجب على العالم أن يقف موقف الانسانية بعيداً عن أي حسابات سياسية، وأن ينتصر للانسان وحقوقه.

ونوه، يجب أن يكون له كلمة واضحة وبعيداً عن المواربة، وأن ينتصر للانسان وأن يتحرك بموقف عملي ليقدم هؤلاء القتلة للمحاكم الدولية.

ومن جهتها أوضحت الصحفية سالي ثابت مذيعة قناة الكوفية، أنّ هذه الجريمة هى جريمة مكتملة الأركان تضاف لسجل الجرائم بحق الفلسطينين والسلطة الرابعة التي من المفترض أن يكون لها حصانة دولية.

وقالت ثابت لـ"أمد للإعلام"، إنّ إسرائيل كما العادة تضرب بعرض الحائط كافة الأعراف والقوانين الدولية التى تكفل حقوق الصحفين سواء بسهولة ومرونة التنقل أو الأنن والأمان.

ونوهت، رغم أنّ شيرين ترتدى سترتها الصحفية وتتخذ كافة اجراءات السلامة المهنية، إلا أنّه تم قنصها وفي وضح النهار وأمام مرأى ومسمع العالمين الغربي والعربي لتسجل شهيدة ضمن قوافل شهداء الطواقم الصحفية والإعلامية. 

وتحدثت ثابت عبر "أمد" قائلةً: إنّ هذا الحادث الأليم والجريمة النكراء التى ترتكب بحق الصحفين ليست الاولى ولن تكون الأخيرة في نظري، طالما أن المجرم حر طليق ولم يحاسب ولم تتخذ اجراءات عقوبة بشأنه فشيرين لن تكون الاخيرة.

وطالب، بمحاكمة الجناة والمسؤولين عن تلك الجريمة والفاجعة الانسانية وأن تدون مذكرات قانونية بحقهم ترفع لمحكمة الجنايات الدولية  لان هذه الجريمة ترتقي الى مستوى جرائم  حرب ويجب ان يكون هناك رادع وحصانة للسلطة الرابعة.

وأخيراً وليس آخراً في تعقيب الصحفيين الفلسطينيين الذي أجراه أمد مع عدد من الزملاء حول جريمة إعدام الشهيدة شيرين أبو عاقلة، حيثُ أكد الصحفي صهيب العويوي من مدينة الخليل، أنّ الصحافية شيرين أبو عاقلة، كانت تعمل في كل بيت فلسطيني على سنوات عملها في المجال الصحفي، ومن فجع على خبر استشهادها ليس عائلتها فقط وإنما الشعب العربي عامة والفلسطيني خاصة.

وقال العويوي، أنّ شيرين أبو عاقلة تركت أثرا طيبًا في قلوب الفلسطينيين، حيثُ ودعها عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني بحزن وآلام بجنازة سمية أطول جنازة في التاريخ الفلسطيني المعاصر، والتي انطلقت جنازتها صباح أول يوم من استشهادها من مدينة جنين شمال فلسطين نحو مدينة رام الله من ثم الى مدينة القدس.

وأكمل صهيب حديثه لـ"أمد"، أنّ استمرار استهداف الصحفيين ونشطاء الإعلام لا يزيدنا إلى قوة، سنستمر في نقل الرسالة وفضح جرائم وانتهاكات الاحتلال بحق المواطنين العزل والصحفيين. 

وطالب، من المجتمع الدولي الصامت، بالوقوف عند مسئولياتهم ومحاسبة المجرمين الإسرائيليين على أفعالهم وانتهاكات الإجرامية بحق شعبنا الفلسطيني، وعليهم المطالبة بتقديم المجرمين بجريمة إعدام الشهيدة الزميلة شيرين إلى المحكمة الجنائية فوراً، ودون تأخر.

اذن.. يتمسك الصحفيون بمهنتهم وعملهم الميداني، بتغطية جرائم الاحتلال الإسرائيلي الذي يتمتع جنوده بعقليتهم الإجرامية، وذلك لإيصال رسالة شعبهم إلى العالم، ليقول له أنّنا هنا باقون وسنحقق حلمنا بالحرية والقدس عاصمة فلسطين ولن نتنازل.

اخر الأخبار