هل يكون بايدن أول رئيس أمريكي يتم عزله قبل فوات الآوان...؟!

تابعنا على:   09:16 2022-07-19

أمد/ كتب حسن عصفور/ في مفاجأة ربما هي الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، أن تخرج زوجة الرئيس لتعلن أنها محبطة من "أداء زوجها المتعثر" خلال فترة توليه المنصب بعد الانتخاب، كما قالت جيل بايدن، في تصريحات نقلتها وكالات أنباء يوم 17 يوليو 2022.

أقوال "جيل" فتحت الباب للحديث عن القدرة الذاتية -الذهنية والسياسية للرئيس الأمريكي بايدن، خاصة وأن تصريحاتها تترافق مع كمية من السقطات – زلات اللسان لم يمر بها من انتخب يوما "سيد البيت الأبيض"، وبات من "النوادر" ألا يقع في سقطة تثير سخرية الإعلام الأمريكي قبل العالمي، لتصبح جزءا من مشهد تغطية أخبار بايدن.

الحديث عن "فقدان التركيز الذهني"، لم يعد حديثا صامتا بل خرج الى العلنية ليكون جزء من نقاش حول ما يمثله ذلك من خطر على مكانة الرئاسة الأمريكية، خاصة وأن "سيد المكان" يحمل الحقيبة النووية التي لها في حالة "زلة لسان" أن تؤدي الى كارثة كونية، فلن يقف خصوم الولايات المتحدة انتظارا لتفسير "زلة لسان نووية"، فالرد الروسي والصيني سيكون بأسرع من توضيح اللسان.

فقدان التركيز العام، للرئيس الأمريكي، كان واضحا بشكل مثير، في رواية الحديث عن كيفية تناول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في لقاء محمد بن سلمان يوم 16 يوليو 2022 (قبل قمة جدة)، خاصة بعدما سرب الإعلام السعودي بعضا مما دار، ثم أوضح الوزير عادل الجبير، أن بايدن أشار الى الحدث دون أي إشارة لمسؤولية بن سلمان، ليخرج البيت الأبيض بعد ساعات وبالتحديد بعد مغادرة بايدن جدة، ويصدر توضيحا، تم تعديله رسميا مرتان، ما يشير الى ارتباك الكلام والحقيقة التي هي أقرب الى "الرواية السعودية".

فقدان "التركيز الذهني" ترافق مع فشل سياسي عام، في مختلف القضايا الساخنة، وبدأت حرب أوكرانيا تأتي بنتائج سريعة قبل نهايتها، ومن أبرز تلك النتائج الاعتراف المتنامي بانتهاء "عصر الهيمنة الأمريكية"، عسكريا – سياسيا واقتصاديا، ونحو تشكيل مراكز متعددة الأقطاب لن تكون أمريكا هي صاحبة القرار كما ساد بعد تفكيك المنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي.

خلال أشهر الحرب الأوكرانية، ورغم العقوبات التي جندت أمريكا كل قوتها، وخاصة مع دول أوروبية، وتحت غطاء الناتو عسكريا، لم تأت بالنتائج التي رسمتها دوائر القرار الأمنية في واشنطن، بل أن مفاعليها تتجه الى التأثير المعاكس على الدول التي سارت خلف الرغبة الأمريكية، بعدما فشلت فشلا كبيرا في توفير مستلزمات الطاقة والذهب والغذاء والحبوب، وتركت غالبية شعوب أوروبا تغرق في أزمات ليست لها صلة مباشرة بواقعها.

الرهان الأمريكي على استخدام "النفوذ التاريخي" مع دول الخليج العربي بأن تكون التعويض المناسب للغاز – النفط الروسي، سقط بشكل مثير، خلال قمة جدة التي شارك بها بايدن مع "قادة 9 دول عربية"، فحصل صفر دعم عملي، ولعل القرار السعودي بربط سقف زيادة الإنتاج ضمن قرار "أوبك +"، صفعة مباشرة تحدث عنها الإعلام الأمريكي والعالمي، وجاء وصف صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية بقولها أن "بايدن عاد خال الوفاض من الشرق الأوسط" تلخيصا دقيقا.

والحقيقة السياسية، التي يمكن قراءتها بعد رحلة الشرق الأوسط، ان رحلة بايدن سجلت هزيمة لـ "الهيبة الأمريكية" التي سادت طويلا، خاصة في دول الخليج العربي، التي كانت رأس حربة تستخدمها ضد "أعداء أمريكا" في المنطقة، ما بعد ثورة يوليو 1952 في مصر، وكذا "العداء للشيوعية والسوفييت" والصين، لتنتقل نحو بناء علاقات مختلفة جوهريا استنادا الى "المصلحة الوطنية"، وليس تبعية "عمياء" تنفيذا لرغبة واشنطن، اقتصادية أولا وبعض سياسية ثانيا.

الخيبات المتلاحقة التي أنتجها "عهد بايدن" وانعكاسها المباشر على "النفوذ الأمريكي"، قد تفتح باب التفكير العملي نحو اتخاذ إجراءات عملية لعزل الرئيس بايدن قبل انتهاء ولايته في السنوات الأربع، وهناك من الأسباب الصحية والسياسية و"الأمنية العليا"، ما يفتح باب "المساءلة على طريق العزل"، خاصة أن هناك حركة تتسع داخل الحزب الديمقراطي لرفض سلوك بايدن وسياساته، وتأثيرها السلبي على حظوظهم في الانتخابات النصفية القادمة.

السؤال: هل تتوفر عناصر "الإزاحة" لرئيس أمريكي من منصبه قبل نهاية ولايته..المؤشرات تتجه الى ذلك، وقادم الأيام ستجيب بأكثر وضوحا، ولكنها لن تمنع التفكير بأنه الأسوأ وفق استطلاعات أميركية.

ملاحظة: منذ أن وافق الرئيس عباس وفريقه الشخصي على "رشاوي غانتس" من تصاريح عمال وهويات ولم شمل، بديلا لأي خطوة سياسية ودولة الكيان تسارع لتكريس "البديل الاقتصادي"..لابيد وافق على "لقاء مصاري" بعد 13 سنة..تخيلوا هـ "التنازل التاريخي"..صحتين!

تنويه خاص: شكلها أزمة أوكرانيا ستغير *جلد حزب المحافظين" لينتخب رئيسا "ملونا" في سابقة تاريخية..ارتدادات "الزلزال البوتيني" مستمرة في كل اتجاه..غني في عبك يا *سوناك*..واشكر بوتين بسرك بس!

اخر الأخبار