مؤتمر "قضايا المرأة المعاصرة"..

البرلمانية المصرية سميرة الجزار تدعو لبناء استراتيجية تمكن المرأة العربية من نيل حقوقها كاملة

تابعنا على:   22:17 2022-07-26

أمد/ القاهرة -حوار د. جيهان سباق علي: قالت عضو مجلس النواب المصري سميرة الجزار، إن النهوض بواقع المرأة العربية يتطلب بناء استراتيجية تهدف لتمكين المرأة من نيل حقوقها كاملة في شتى البلدان والمجتمعات العربية، وأشارت إلى التحديات التي تواجه طموحات المرأة العربية التي تبدأ من النظرة المجتمعية غير المنصفة وصولاً لحرمانها من حقوقها المشروعة، لافتةً إلى أهمية قيام وسائل الإعلام بدورها في تعديل السلوكيات المجتمعية والممارسات الخاطئة بحق المرأة لبناء مجتمع عربي قوي ومتماسك يكون فيه للمرأة دورها الحقيقي والرائد في بناء جيل المستقبل.

وأوضحت الجزار أن المرأة العربية تواجه عدداً من التحديات أمام طموحاتها التي تتطلع لتحقيقها بدءاً من النظرة المجتمعية غير المنصفة التي تنتقص كثيرا من حقوق المرأة وتقلل من تقدير قدراتها غير المحدودة في عدد من المجالات. مشيرةً إلى أن المرأة أكثر قدرة على الاسهام في مجالات مثل التربية والتعليم.

وأضافت أن المرأة تواجه تحديات أخرى مثل، حرمانها في بعض الدول والمجتمعات العربية من حقها في التعليم والتعامل معها على أنها خلقت لتكون زوجة في بيت زوجها فقط، مؤكدةً أن التجربة أثبتت أن المرأة قادرة على تحمل كل أعباء الأسرة وإدارة وتنظيم شؤونها مع القيام بمهامها المجتمعية وأداء وظائفها في المجالات المختلفة بشكل مكتمل.

حرمان المناصب القيادية

وأكدت البرلمانية المصرية، أن الدور الأبرز للمرأة يتركز في تربية النشأ بشكل جيد وسليم فكريا وتوعيتهم بضرورة الانصهار مع أفراد المجتمع والعمل على توعيتهم بضرورة التعامل الجيد والتفاعل الإيجابي مع المجتمع للوصول إلى مجتمع أكثر تفاهم واتساق بشكل يضمن رقيه بدايةً من الفرد الذي هو المكون الأساس للمجتمع ككل.
ولفتت الجزار إلى حرمان المرأة في بلدان عربية عديدة من حقها في شغل بعض المناصب القيادية، إذ تتفق أغلب إن لم يكن كل البلدان العربية على عدم امكانية المرأة فى شغل مناصب قيادية كبرى مثل رئاسة مجلس الوزراء، منوهة بالتجربة الوحيدة والتي تقدمت فيها تونس مؤخراً بتنصيب نجلاء بودن رئيساً للوزراء.

تصريحات النائب في البرلمان المصري سميرة الجزار جاءت في حوار أجرته اللجنة الإعلامية لمؤتمر "قضايا المرأة المعاصرة لدى المجددين.. التحديات وآليات المعالجة"، المرتقب تنظيمه في المملكة المغربية في الثامن من سبتمبر/ أيلول المقبل، لتسليط الضوء على قضايا المرأة العربية والمشكلات التي تواجهها في المجتمعات العربية.

وتؤكد البرلمانية المصرية، أن المرأة العربية تتأثر بالصراعات الداخلية في البلدان العربية؛ فنتيجة لهذه الصراعات والحروب الأهلية ترمل عدد كبير من النساء ما يحملهم بمفردهم مسؤولية الأسرة وإعالتها بشكل يزيد من الضغوط عليها. كما أنه في بعض البلدان التي انتشرت بها الصراعات الطائفية والمذهبية عانت المرأة من إجبارها على حمل السلاح والدخول في رحى هذه الحروب المدمرة، وقد تضطر المرأة أيضا للزواج أكثر من مرة نتيجة وفاة أزواجهن في أرض المعركة دون رغبتها أو حتى احترام مشاعرها الإنسانية.

بناء استراتيجية

وتؤكد الجزار أن النهوض بواقع المرأة العربية يستوجب بناء استراتيجية تهدف لتمكين المرأة من نيل حقوقها كاملة في شتى البلدان والمجتمعات العربية؛ من حق التعليم والذي يساعدها في توسيع أفاقها وزيادة قدراتها على التعامل مع كل فئات المجتمع ومعرفة ما لها وما عليها بشكل يحول دون فقدانها حقوقها المجتمعية وحق المشاركة الاجتماعية والالتحاق بسوق العمل والمشاركة جنبا إلى جنب مع الرجل في بناء المجتمع.

وحثت على ضرورة توعية المرأة العربية بحقوقها والعمل على تمكينها من نيل حقوقها التي كفلها الإسلام والمعاهدات الدولية بشكل يرفع عنها أي تمييز فيما يخص السلم الوظيفي وشغل أرفع المناصب القيادية.

التعليم أولاً

وفيما يتعلق بالحلول لمسلسل المشاكل الاجتماعية والتربوية والاقتصادية، فإن الجزار تجزم أن التعليم يأتي في المقام الأول التعليم في تحقيق نوع من الاستقرار المجتمعي "كلما زادت معدلات التعليم في المجتمعات كلما ارتقت وأصبحت أكثر تقبلاً لفكرة كون المرأة عضو فاعل في المجتمع يلعب دورا محوريا في تقدمه ورقيه عبر عدد من الأدوار التي تلعبها المرأة في نمو وازدهار المجتمعات".

وأكملت ذكر الحلول المقترحة بالقول، إن "التوعية ونشر الثقافة عبر برامج تدريب وتثقيف أفراد المجتمع والعمل على رفع الوعي بالحياة الأسرية والقيم الاجتماعية القويمة وكيفية التعامل مع التحديات التي قد تواجه الأسرة من أزمات اقتصادية وخلافات أسرية والعمل على منع تطورها إلى صدع في العلاقة بين قطبي الأسرة (الزوج والزوجة) بما يضمن زيادة تماسك الأسرة وعدم انجرافها إلى منعطف سلبي ينتهي إلى الطلاق".

ولتفادي أشكال المعاناة والتمييز، تحث الجزار على الاهتمام بالتأهيل والإعداد النفسي للأفراد قبل الزواج، وتكثيف البرامج التأهيلية خاصة في المناطق التي تعاني فيها المرأة بشكل أكبر من التمييز والعمل.

تغيير من الداخل

وتشير الجزار إلى ما حققته كتابات المجددين المعاصرين من نجاح في استعراض أهم قضايا ومشكلات المرأة العربية، وكذلك نجحت في حل كثير من المشكلات، عندما سلطت كتاباتهم الضوء على عدد من القضايا الهامة التي تعاني منها المرأة العربية.
وترى أن التغيير الاجتماعي في المجتمع العربي ورفع الوعي بموضوع المرأة وحقوقها، لا يتحقق ما لم تأت قوة التغيير من داخل المجتمعات العربية على شكل بحوث علمية تقدم توصياتها الدقيقة، ويدعمها المدافعون عن المرأة صولا إلى سياسات عربية تمنح المرأة حقوقها كاملة بعيدا عن الشعارات "فلا يمكن تغيير ثقافة مجتمع ما مهما كانت المحاولات جادة وحثيثة سوى عبر رغبة المجتمع وأفراده الداخلية على التغيير فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

دور البحوث والإعلام

ونوهت البرلمانية المصرية بالمؤتمرات العلمية التي تتناول قضايا المرأة العربية وتدرس مشكلاتها وواقعها بمهنية ورصانة، وأكدت "حاجة العرب مثل كل المجتمعات حول العالم لإجراء دراسات علمية حول شتى الموضوعات المتعلقة بالمرأة والمشكلات التي تواجهها في العالم العربي وبشكل يعمل على حلحلة هذه المشكلات ويخلق حلول جذرية لها خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة وحمايتها وحماية حقوقها التي كفلها الإسلام والمعاهدات الدولية".

ولفتت إلى الدور المحوري لوسائل الإعلام في تعديل سلوكيات المجتمع الخاطئة والممارسات الخاطئة التي تواجه المرأة في مجتمعنا.

وبينت أن الإعلام، أثر في الحد من بعض السلوكيات الخاطئة، مثل التحرش والعنف ضد المرأة عبر توعية المرأة بحقوقها وإمكانية التواصل مع المؤسسات المختصة بشئون وقضايا المرأة للاستفادة منها في مواجهة مثل هذه الظواهر السلبية.
وقالت الجزار، إن "الإعلام في يومنا هذا يلعب دورا كبيرا وبارزا في نشر الثقافة والتوعية بين أفراد المجتمع ويمكن توظيفه بشكل يساعد في تسليط الضوء على قضايا المرأة وطرق معالجتها عبر تكثيف البرامج الحوارية الخاصة بقضايا المرأة والتي تناقش الأزمات والمشاكل التي تعاني منها المرأة كالتحرش ومشاكل العلاقات الزوجية والتفكك الأسرى".

ونوهت بدور الإعلام الرقمي الكبير في التصدي للظواهر السلبية بالمجتمعات العربية، بقولها " لا ينكر أحدا الدور الكبير الذى يلعبه الإعلام الرقمي في إبراز قضايا المرأة وأخبارها من نجاحات في شتى المجالات، والتصدي لظواهر تعانى منها المرأة"، داعيةً للاستثمار في الإعلام الرقمي لحشد الأكاديميين والباحثين والإعلاميين للمشاركة في مؤتمرات علمية قادرة على التوصل لنتائج قابلة للتطبيق وحل المشكلات التي تواجه المجتمعات العربية عموماً، والمرأة على وجد التحديد.

يذكر أن سميرة على توفيق الجزار عضو مؤسس والأمين العام المساعد وعضو المكتب التنفيذى وعضو الهيئة العليا بالحزب المصرى الديمقراطى الإجتماعى، عضو باللجنة الدائمة للمرأة المصرية بجبهة الانقاذ، وعضو بالمكتب التنفيذى بالجبهة الوطنية لنساء مصر، وعضو بتنسيقية العمل الجماهيرى لنساء مصر.

اخر الأخبار