على بوابة جبل النار... أم إبراهيم وحكاية وطن يتوق للحرية

تابعنا على:   20:44 2022-08-12

جلال نشوان

أمد/ على بوابة جبل النار ، وقفت (أم إبراهيم النابلسي ) وقد ملأت الكون شموخاً وعزة وشرفاً ، تحمل نعش ابنها القائد إبراهيم النابلسي ، ابراهيم الذي قضى شهيداً ، جراء الحقد الصهيوني الاجرامي وممارساته الوحشية اليومية في فلسطين
وقفت الأم أم ابراهيم تذود عن شرف الأمة ومقدساتها ، في وقت تتسابق بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الإحتلال ومع القتلة النازيين والإرهابيين ، الذين اغتصبوا فلسطين ويرتكبون كل يوم المجزرة تلو المجزرة
كان بالأمس أم ابراهيم التي ودعت ابنها واليوم أم إياد في بيت حانون تودع ابنها الشهيد ابراهيم ابو صلاح وكذلك مئات الفارسات من أمهات الشهداء اللواتي سرن على درب العزة والشرف والكرامة والكبرياء
حقاً :
لقد عجزت كل معاجم ، أن تخرج لنا ، كلمات تعبر عن ، أسمى ما عرفته الدنيا من رباطة الجأش ، وصلابة الإرادة ، التي تحلت بها ،
لقد حفرت أبجديّة الصمود ومضت ، بعزيمة لا تلين ويصبر و بثبات ، وهي تودع ابنها الذي اغتالته يد الغدر من النازيين الجدد ، اغتالوه لانه يدافع عن شعبه الفلسطيني الذي اقتلع من جذوره ومازال يعاني حتى يومنا هذا
ونحن نتحدث عن المناضلة ام إبراهيم ، نستذكر خنساء فلسطين ، أم ناصر حميد حيث يُسجّل التاريخ حكاية بأحرف ناصعة البياض، محفورة في الضمير والوجدان، كما رسوخها كزيتون فلسطين
هي زوجة الشهيد محمد يوسف ناجي، الذي اعتقله الاحتلال مرّتين، على الرغم من أنّه كفيف، ووالدة شهيد، وحالياً لديها 5 أبناء في سجون الاحتلال، محكومين بمُؤبّدات، وهي حالة فريدة من نوعها في العالم، وجميع أبنائها الـ10 مرّوا بتجربة الاعتقال لعدة سنوات
تفاصيل حياتها بكل محطاتها، تُمثّل مواقف صمود وإباء ونضال، تتجاوز حدود فلسطين، حاملة رسائل للعالم أجمع، من أمّ لم تهز مُمارسات الاحتلال التعسّفية ضدها وضد عائلتها، أي رمش من رموش عينيها، التي تخفي في مُقلتيها دموعاً لا تذرفها إلا فرحاً عندما تُحقّق إنجازاً كبيراً ضد المُحتل.
سِجلّها حافل في هذا المجال، ولم يزدها ذلك إلا إيماناً بعدالة قضيتها، وحق أهلها الذي لا يموت، طالما هناك من يُطالب به، ويبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إلى الهدف المنشود بدحر الاحتلال عن فلسطين
القائمة تطول وتطول لأمهات الشهداء وكل لها حكاية ، تجسد فلسطين ، الأرض والوطن والهوية
أنهن الرقم الصعب في معادلة انتزاع الوطن من إنياب الغرباء المحتلين الذين جاؤوا من وراء البحار ، والذين استوطنوا بلادنا ، باحتلال كولنيالي احلالي إجرامي ، من صنع الدول الاستعمارية الكبرى
ايها السادة الافاضل:
تعتبر المرأة الفلسطينية عنوان لكرامة الشعب الفلسطيني وتضحياته ونضاله طوال العقود الماضية، وترسخ بتضحياتها الجسام أسطورة في العطاء والصبر والأمل والكرامة، فمنهن المناضلات والشهيدات والأسيرات جنبا الى جنب مع ابناء
شعبنا
لن ينسى شعبنا الفلسطيني ،أسيراتنا المناضلات ، اللائي صمدن في سجون الموت الصهيونية ،ولن ننسى الأخت المناضلة اسراء الجعابيص ، سنبلة القدس الكنعانية التي تعاني الأمرين
فمن مناخات فلسطين الثرية و ذكريات العاصمة الأبدية ،القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، الموشحة ، بأريج القداسة ، ترمقنا الاخت المناضلة أسراء الجعابيص ، .بعيون ملؤها الامل ،. لتفرش الكون بصمودها .وقوة إرادتها ،وعنفوان ثورتها ، تطل علينا كإطلالة شقائق النعمان في زمن القحط تطل مع قدوم النصر الاكيد على المحتلين الغزاة ، تزرع الفرح في يافا ونابلس وغزة وجنين ..
الأسيرة إسراء الجعابيص ابنة السبعة والثلاثون ربيعا (37 عاماً) معتقلة منذ قرابة الست سنوات، تواجه أوضاعاً صحية غاية في الصعوبة، يقابلها إهمال طبي متعمد من قبل جلاوزة الظلم ( سجاني وسجانات المعتقلات النازية )
وكانت قوات الاحتلال الإجرامية قد اعتقلت “إسراء” بعد حريق شب في سيارتها وأصيبت على إثره بحروق من الدرجة الأولى والثانية والثالثة في 50% من جسدها،
هي المرأة الفلسطينية الماجدة ،
القائدة البانية ، والعاملة والمربية ، والمعلمة ، والمهندسة والشرطية ،والمزارعة ، كلهن يواصلن كتابة أبجدية الحكايات، في قلب الماضي والحاضر والمستقبل ، صاحبة الحضور الكبير والذي لن يغيب في زمن آت.
ما أروع وقفات العزة و الكبرياء الممهورة بالتضحيات وهى تزين الوطن
ما أروع صمودكن أخواتنا الأسيرات ، اللائي ضربن أروع وأسمى وقفات العزة والشموخ والشرف ،
والبطولة في الصمود والتضحية والفداء والإقدام في مواجهة قوى البغي والشر والعدوان في ساحات المواجهة بقلاع الأسر.
نعم إنهن ماجدات فلسطين اللواتي عشقن حب الوطن, وعرفوا بأنهن يجب أن يناضلوا ويكافحوا ويقدموا أنفسهن رخيصة لأجل الغالية فلسطين الوطن والإنتماء والهوية, نعم انهن الماجدات اللواتي شاركن في كل المراحل النضالية وسقط العديد منهن شهيدات وسقط منهن الأسيرات وأسر الآلاف منهن كالشهيدة دلال المغربي وشادية ابو غزالة وايات الاخرس ولينا النابلسي والكثير الكثير من بناتنا ، ولا ننسى الاستشهادية وفاء ادريس وكذلك كل الاستشهاديات اللواتي سطرن أروع آيات الصمود والنضال في معارك الشهادة وغيرهن الآلاف من أمهات وزوجات وأخوات وبنات أسرانا ممن يتحملن المعاناة في سجون الاحتلال ومعتقلاته
اليك يا سيدتي ،
يا نبع الشرف
و الطهر والصفاء والنقاء
يا غصن الزيتون
وشجرة الكرم
يا أجمل العناوين وأبهاها
يا صابرة يا طاهرة
لك مني سلام
ولكل أمهات الشهداء والأسرى والجرحى
 

اخر الأخبار