سر يكمن فى نقابة الصحفيين..!

تابعنا على:   12:47 2023-03-18

 أسامة سرايا 

أمد/ كان يوم أمس عُرسا ديمقراطيا للصحفيين المصريين.. لم أرهم منذ سنوات بهذا الانتعاش، والرغبة فى المشاركة فى انتخاب نقيب جديد للمهنة، ونصف أعضاء مجلس النقابة.

لقد أدرك الصحفيون أن وجودهم، ووحدتهم داخل نقابتهم سيضمنان لهم حقوقهم المادية، ويوفران مناخا لبيئة صحفية حرة تجعلهم قادرين على أداء مهمتهم باقتدار.

كل الصحفيين على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والعمرية، فى حاجة ملحة إلى نقابة قوية تجمعهم، وتتفاوض باسمهم، وعنهم مع ملاك الصحف، سواء كانت قومية، أو حزبية، أو خاصة، أو غيرها.

دخلت مبنى النقابة، الذى أُطلق عليه «مبنى إبراهيم نافع» (١١ يناير ١٩٣٤- ١ مارس ٢٠١٨)، لانتخابه فى ست دورات نقيبا، وأطول وأهم صحفى نقابة فى القرن العشرين، حيث بدأ النقيب نافع فى 1995 العمل بأفخم مبنى الآن فى وسط مدينة القاهرة، وانتهى منه فى سنوات وجيزة.. أتذكر أننى كنت أمينا للصندوق وتكلمت معه بصوت عالٍ: «أستاذ إبراهيم.. لا نملك أموالا لهذا المبنى، وليس معنا ما يكفى المعاشات، وإيراداتنا لا تكفى مصاريف مبنى فى وسط المدينة»، ولكن قال لى: «لن آخذ منك مليما، سأحصل على الدعم من الدولة»، وكان اقتصاديا ذكيا بما يكفى، مساعدات وزارة المالية والقطاعات الهندسية بالقوات المسلحة التى اكتشفها النقيب لسرعة أدائها للبناء، وقدمت لنا مبنى بتكاليف أقل كثيرا من السوق فى ذلك الوقت. تذكرت أن أجيال الصحفيين يجب أن تعى أن النقابى العظيم (إبراهيم نافع) من حقه أن يطلق اسمه على أهم قاعاتها، قلتها للنقيب القادم الأوفر حظا، وكان نافع - رحمه الله-  قويا بما يكفى للدفاع عن حرية الصحافة، وتجميع الصحفيين، والحصول على حقوقهم.  الذى فاز أمس ليس نقيبا وستة أعضاء، ولكن النقابة، وجمعياتها العمومية، والصحفيين جميعا.

كل عام وهذه المهنة ونقابتها بخير وتفوق، فالسر فى تفوق الصحف انتعاشة الصحفيين، ونقابتهم تحمل هذا السر، كما أنها فى وجودها وحيويتها تبعث برسالة لكل المجتمع المدنى فى مصر بالحيوية والانطلاق.. إنها إشارة لنمو الحريات وتجددها. 
عن الأهرام

كلمات دلالية

اخر الأخبار