قالت مصر أمام القمة

تابعنا على:   11:59 2023-05-25

أمد/ الآن.. وقد عاد الرؤساء العرب من القمة التي انعقدت في جدة إلى بلادهم، فإن السؤال يظل عما يجب أن نضعه من بين ما قيل ففي إطار فلا ننساه.

كان الوقت المخصص لكل رئيس لا يتجاوز الدقائق المعدودة على أصابع اليد الواحدة، وكان على كل مَنْ جاء يمثل بلاده أن يختصر حديثه في أقل الكلمات.. ولم يجد الرؤساء بديلًا عن أن تكون كلماتهم رسائل تلغرافية تصل إلى المعنى من أقصر طريق.

وكانت كلمة الرئيس السيسي واصلة إلى ما تريده بشكل مباشر، وكان مما يستوقفك في الكلمة حديث الرئيس عن أن الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها فرض عين وضرورة من ضرورات الحياة.

ويفرق أهل الفقه بين فرض العين الذى يتعين على كل واحد منا أن يقوم به، وبين فرض الكفاية الذى إذا قام به واحد سقط عن الآخرين.. وعلى سبيل المثال فإن رجلًا إذا ألقى السلام على مجموعة من الناس، فإن رد السلام ليس فرضًا على كل واحد فيهم، ولكن يكفى أن يرد أحدهم فلا يكون على البقية منهم شىء.. أما فرض العين فهو واجب على كل شخص، ولا ينفع فيه أن يؤديه رجل عن آخر.. كالصلاة مثلًا التي لا بد أن تؤديها بنفسك، حتى ولو وصل الأمر إلى أن تؤديها بعينيك راقدًا.

ولأنه لا حياة ممكنة في أي مجتمع في غياب الدولة المتماسكة ومؤسساتها القوية، فإن الرئيس اختار أن يضع هذا المعنى في القلب من كلمته.. ولأن الحديث كان في قاعة القمة العربية وفى حضور رؤساء وممثلي 22 دولة، فإنه كان يتوجه إلى كل مواطن مصري مع كل مواطن عربي على السواء.

والسبب أن استهداف الدولة كان في كل دولة عربية، بمثل ما كان عندنا هنا بالتوازي.. إنني أستدرك سريعًا لأقول إن الكلام عن الاستهداف من خلال فعل «كان» ليس دقيقًا بالمرة، لأنه استهداف لا يزال مستمرًّا ولم يصبح من الماضي كما قد يظن بعضنا، ولأن نظرة على ما يجرى في السودان من يوم ١٥ إبريل إلى هذه اللحظة، سوف تكشف لك عن أن الاستهداف الذى بدأ مع ما يسمى بالربيع العربي قبل ١٢ سنة، لا يزال يواصل طريقه إلى هدفه البعيد!.

الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها ضرورة من ضرورات الحياة، ولأنه كذلك فهو فرض عين على كل واحد بيننا في مكانه.. فلا حياة ممكنة بغير دولة متماسكة، ولا قدرة للدولة على أن تنهض بما يجب أن تنهض به، إلا في وجود مؤسسات حية تستند عليها.. ولا بديل أمام الإعلام سوى أن يتلقف هذا المعنى، ثم يظل يشرحه للناس لعله يدق به باب كل مواطن مسجلًا بعلم الوصول.

عن "المصري اليوم"

كلمات دلالية

اخر الأخبار