
اسرائيل اقرب إلى التناحر وفلسطين اقرب إلى اللملمة

منجد صالح
أمد/ شئنا أم ابينا فإن اسرائيل وفلسطين مرتبطتان برباط "عجيب غريب"، قسري اكثر منه طوعي او خياري!!،
ففلسطين الارض والشعب والاصل والثقافة والحضارة والتاريخ والمقدّسات،
واسرائيل الطارئة المُعتدية المُحتلّة، تُحاول وتعمل من اجل سرقة كل ما هو فلسطيني والادعاء بانه اسرائيلي، حتى حبة الفلافل وصحن الحمص وصحن الفول والمسبّحة، والزي التراثي الشعبي الفلسطيني،
احتلال احلالي بغيض كما يُقال، يعمل على الغاء كلّ ما هو فلسطيني، وتقمّص دوره ومكانه لكن بتمثيل رديء تكشفه الوقائع على الارض وتسلسل التاريخ وتجذّر الفلسطيني في ارضه منذ كنعان إلى آخر الزمان،
الآن "الحديد ساخن" بين اسرائيل وفلسطين، نطرقه فيُسمع الصدى على طول المدى،
اسرائيل بوضعها الحالي وحتى قبل السابع من اكتوبر الماضي، كانت تسير حثيثا نحو حافة الهاوية، مع الاضرابات والاضطرابات والمظاهرات والانقسامات في المجتمع الاسرائيلي، وخاصة حيال "موضوع الاصلاحات القضائية أو الاضافات والقصقصات النزقة الموجّهة" في هذا الصدد،
في خضم هذا الوضع غير المسبوق في الدولة والمجتمع الاسرائيلي، جاء يوم السابع من اكتوبر 2023 ليزيد "الطين بلّة"، ويرشّ الملح على الجرح،
منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، لم تهدأ التراشقات والاتهامات والاتهامات المضادة، ما بين العسكريين الامنيين والسياسيين، أو بصورة مباشرة ما بين نتنياهو والمؤسسة العسكرية والامنية حول"الاخفاق" في السابع من اكتوبر،
بالمحصلة فان اسرائيل كدولة وكجيش وكمجتمع، ذاهبة نحو مزيدٍ من التناحر والفرقة والانقسامات، وتضارب الافكار والبرامج والمفاهيم وحتى الطموحات،
بالمقابل، على الجانب الفلسطيني، رغم الخسائر الكبيرة والدمار الهائل والتضييقات والخنق الاسرائيلي لكل شيء فلسطيني، فإن الامور "بعجرها وبجرها" تسير نحو لملمة الصفوف وايجاد قواسم مشتركة وتضييق مساحة الانقسام،
فبالنهاية فان الفلسطينيين جميعهم دون استثناء يقعون تحت مجهر الاستهداف الاسرائيلي، اليومي والمستمر،
اسرائيل تجري وتهرول بصورة مضطردة نحو الانقسام وربما نوع من الحرب الاهلية، وخاصة اذا ما تمّ اتخاذ مواقف متطرفة من الاطراف المتناحرة،
في حين ان فلسطين تسير بخطى ثابتة نحو لملمة الاوضاع واتخاذ مواقف موحّدة في الامور المتفق عليها وخاصة وقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع ومن الضفة الغربية، والسعي الحثيث لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة والقطاع وعاصمتها القدس.