
اليوم الـ 50 من استئناف الإبادة الجماعية..
مجازر متواصلة.. عشرات الشهداء والجرحى في غزة وغارات جوية مكثفة في أنحاء متفرقة من القطاع

أمد/ غزة: واصل الجيش الإسرائيلي، الأربعاء استئناف جريمة الإبادة الجماعية والتجويع ضد المدنيين في قطاع غزة تزامنا مع فرض حصار مطبق على القطاع بإغلاق المعابر كافة ومنع إدخال الدواء والمساعدات الإنسانية والغذاء.
وفي اليوم الـ50 من استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، وفي ظل نذر المجاعة التي تخيم على غزة مع استمرار منع دخول المساعدات، دقت مستشفيات القطاع ناقوس الخطر من ارتفاع عدد وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية.
يأتي ذلك بينما واصلت قوات الجيش الإسرائيلي غاراتها على مناطق مختلفة من القطاع، وتزامن ذلك مع تأكيد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن قواته ستنفذ عملية عسكرية مكثفة في قطاع غزة، وستبقى فيه.
وفي حين حذر مسؤول الرهائن في الجيش الإسرائيلي من تعريض حياتهم للخطر، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إن إسرائيل في طريقها لاحتلال قطاع غزة وإنه حين يبدأ التوغل البري بغزة فلن تنسحب إسرائيل من المناطق التي تسيطر عليها، حتى لو كان ذلك مقابل المختطفين.
وتتواصل الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وسط تصاعد في أعداد الضحايا، وتفاقم الوضع الإنساني في ظل استهداف مباشر للمنازل والمناطق السكنية.
وأفادت معطيات صحية، بارتفاع عدد الشهداء نتيجة التجويع إلى 57 شهيدا، في ظل إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات وحليب الأطفال والمكملات الغذائية.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 52,615 شهيدا، و118,752 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر طبية، بأن من بين الحصيلة 2,507 شهداء، و6,711 مصابا، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، 48 شهيدا، و142 مصابا، ولا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض والركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد وأصيب عشرات المواطنين، مساء يوم الثلاثاء، في غارة جديدة للاحتلال الإسرائيلي استهدفت مدرسة أبو هميسة، شرق مخيم البريج، وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال قصفت للمرة الثانية خلال ساعات، مدرسة أبو هميسة التي تؤوي نازحين، ما أدى لاستشهاد 10 مواطنين وإصابة نحو 50 آخرين.
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء يوم الثلاثاء، مجزرة جديدة بقصفها مدرسة تؤوي نازحين شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد 20 مواطنا على الأقل وإصابة عشرات آخرين، بينهم نساء وأطفال، في غارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على ساحة مدرسة أبو هميسة شرق مخيم البريج، مشيرا إلى أن الشهداء والجرحى جرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، ومستشفى العودة في النصيرات.
وأشار إلى أن من بين الشهداء 7 أطفال على الأقل، جرى نقلهم إلى مستشفى العودة، لافتا إلى أن أجساد الشهداء تطايرت فوق مباني المدرسة من شدة القصف.
وذكرت مصادر طبية أن عددا من الشهداء والجرحى ما زالوا تحت الأنقاض، حيث تحاول طواقم الإسعاف والإنقاذ إلى جانب المواطنين، انتشالهم.
وأوضحت المصادر أن عدد الشهداء في القطاع ارتفع إلى 45 شهيدا في غارات الاحتلال المتواصلة منذ فجر اليوم.
كما قصفت طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين غرب مدينة غزة، ما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى.
وفي وقت سابق، استشهد مواطنان وأصيب آخرون في قصف الاحتلال منزلا لعائلة بشير، بجوار مدرسة المزرعة، جنوب شرق دير البلح وسط القطاع.
كما استُشهد أربعة مواطنين، وأصيب آخرون، ظهر الثلاثاء، في قصف طائرات الاحتلال منطقة المعسكر غرب دير البلح.
وأصيب عدد من المواطنين بجروح مختلفة، جراء قصف طائرة مسيرة تابعة للاحتلال منزلا في منطقة بطن السمين في خان يونس جنوب القطاع.
استُشهد أربعة مواطنين، وأصيب آخرون، ظهر يوم الثلاثاء، في قصف الاحتلال مدينتي دير البلح، وخان يونس، وسط وجنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد أربعة مواطنين وإصابة آخرين، في قصف طائرات الاحتلال الحربية منطقة المعسكر غرب دير البلح.
وأضافت المصادر ذاتها، أن عددا من المواطنين أصيبوا بجروح مختلفة، جراء قصف طائرة مسيرة تابعة للاحتلال منزلا في منطقة بطن السمين في خان يونس.
استُشهد أربعة مواطنين وأصيب آخرون بجروح، يوم الثلاثاء، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي وإطلاق الرصاص في بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 3 مواطنين وإصابة آخرين إثر قصف الاحتلال بلدة بيت حانون، كما استُشهد مواطن آخر برصاص الاحتلال في منطقة العطاطرة شمال غرب بلدة بيت لاهيا.
ولفت إلى أن طائرات مسيرة للاحتلال أطلقت النار على سيارات الإسعاف أثناء محاولتها انتشال مصابين في حي السلاطين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأضاف، أن مدفعية الاحتلال كثفت قصفها على بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
استُشهد خمسة مواطنين وأُصيب آخرون، بينهم أطفال ونساء، إثر قصف لطائرات الاحتلال، فجر يوم الثلاثاء، مواقع متفرقة في قطاع غزة.
وأفاد مسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني باستشهاد مواطنين وإصابة آخرين، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة حمدان في محيط مدرسة السوارحة شمال بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، وقد جرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح.
كما أفادت المصادر باستشهاد طفلة وإصابة آخرين، إثر قصف بطائرة مسيّرة تابعة للاحتلال استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع، حيث نُقلوا إلى مستشفى ناصر في المدينة.
وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، استشهد مواطنان وأصيب آخرون صباح اليوم، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة حمدان.
وشهدت أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة قصفًا مدفعيًّا إسرائيليًّا، بالتزامن مع إطلاق نار من آليات عسكرية صوب منازل المواطنين شرق المدينة.
الأشد صعوبة وقسوة: زيارة هي الأولى لمعتقلي غزة تحت الأرض في قسم "ركيفت" بسجن الرملة
استعرضت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، شهادات جديدة تضاف إلى سجل الشهادات الصادمة والمروعة عن تفاصيل عاشها معتقلو غزة، خلال عمليات اعتقالهم والتحقيق معهم ونقلهم من سجن إلى سجن، ومن معسكر إلى معسكر على مدار أشهر عدة من الاعتقال.
وكشفت الهيئة ونادي الأسير عن زيارات هي الأولى لمعتقلي غزة في القسم الواقع تحت سجن (نيتسان- الرملة)، أو ما يسمى بقسم (ركيفت)، الذي خصصه الاحتلال للأسرى الذين أطلق عليهم أسرى (النخبة) الذين هم جزء ممن تمت زيارتهم ويصنفهم الاحتلال (بالمقاتلين غير الشرعيين).
وتطرقا إلى الجرائم الممنهجة التي ارتُكبت بحق معتقلي غزة، والتي كانت في مجملها جرائم تعذيب عاشوها لحظة بلحظة منذ اعتقالهم، وهذه الشهادات تم الحصول عليها من خلال زيارات هي الأولى التي تمكنت من إجرائها الطواقم القانونية مؤخراً، خلالها تمت زيارة مجموعة من المعتقلين في ظروف مشددة، وتحت مستوى عالٍ من الرقابة في قسم "ركيفت"، القابع تحت سجن (نيتسان – الرملة).
زيارة تحت الأرض لمعتقلي غزة في قسم (ركيفت)
في تفاصيل الزيارة التي تمت لمجموعة من المعتقلين، فإن الزيارة بدأت بإدخال الطواقم القانونية إلى مدخل بناية تشبه المخزن وهي قديمة، تم فتح باب وهو مدخل لدرج تحت (الأرض) بحسب ما وصف المحامون، مليئة بالصراصير والحفر في الأرض والجدران، تمت الزيارات بمرافقة السجانين وتحت رقابة مشددة، فيها تمت الإشارة إلى المحامين بأنه يُمنع إخبار المعتقلين بأي شيء يتعلق بعائلاتهم، أو شيء يحدث في الخارج، كانت علامات الرعب والخوف ظاهرة على هيئات المعتقلين الذين تمت زيارتهم، وفي البداية كانت هناك صعوبات كبيرة في فتح حديث مع أي معتقل، لمستوى الرقابة التي فُرضت على الزيارة، ولكن بعد محاولات جرت من المحامين، تمكّنوا من طمأنة المعتقلين، والتأكيد لهم أنهم محامون جاءوا لزيارتهم.
واستعرضا بعض إفادات المعتقلين وما تضمنته من تفاصيل صادمة، هي امتداد لعشرات الشهادات والإفادات التي تم الحصول عليها من معتقلي غزة منذ بدء الإبادة.
إفادة المعتقل (س.ج): "اعتُقلتُ في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2023، ونُقلت فوراً إلى التحقيق الذي استمر لمدة 6 أيام، كانت الأشد والأصعب، تعرضتُ خلالها لتحقيق (الديسكو) و(البامبرز)، وطوال الأيام الـ6 كنتُ أسمع فقط موسيقى صاخبة جدا، وطوال هذه الأيام أُجبرت على استخدام (الحفاظات) لقضاء حاجتي، تم تغييرها مرتين فقط، وحرمتُ من الطعام، وكان الماء قليلا جدا، نصف كأس في اليوم، وطوال فترة التحقيق كنت مقيد اليدين، ومعصوب العينين، ولاحقاً جرى نقلي من معسكر (سديه تيمان) إلى سجن (عسقلان)، حيث مكثت لمدة 45 يوماً، ثم جرى نقلي إلى معتقل المسكوبية لمدة (85) يوماً، ثم إلى سجن (عوفر)، وأخيراً إلى قسم "ركيفت" في سجن (نيتسان الرملة)".
وأشار المعتقل إلى أن ظروف الاعتقال في قسم "ركيفت" الرملة هي الأشد صعوبة مقارنة بجميع السجون التي نُقل إليها على مدار فترة اعتقاله، في كل زنزانة يوجد ثلاثة أسرى، واحد من بينهم ينام على الأرض، الخروج إلى الفورة أي (ساحة السجن) تتم يوماً بعد يوم، خلالها نبقى مقيدين، علماً أن هذه المساحة لا تدخلها الشمس، وطوال وجودهم في (الفورة) يتعرضون للإهانة والإذلال، كما يُمنع عليهم رفع رؤوسهم طوال (الفورة).
"لا نعلم متى تشرق الشمس ومتى تغيب"
المعتقل (و.ن): "اعتُقلتُ في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2024، استجوبني جيش الاحتلال قبل نقلي إلى معسكر في غلاف غزة، تعرضتُ للتحقيق من المخابرات، وتم تهديدي وضربي، ولاحقاً تم نقلي إلى سجن (الرملة)، أُعاني اليوم مشكلات صحية، وآلاما شديدة في جسدي، والأمر الذي يزيد معاناتي هو إجبارنا على الجلوس على الركبتين لفترة طويلة، كما أنني تعرضت لاعتداء جنسي من خلال ضربي عبر جهاز التفتيش على أجزاء حساسة من جسدي، اليوم نحن في عزلة تامة عن العالم الخارجي، فلا نعلم متى تشرق الشمس ومتى تغيب، يتم تزويدنا بملابس مهترئة وتالفة لكننا مضطرون إلى ارتدائها، محرمون من توفير ملابس داخلية، إلى جانب كل هذا يجبروننا على شتم أمهاتنا، ونتعرض للضرب والقمع، فتسبب ضربي خلال عملية نقلي إلى السجن بكسر أحد أصابعي، مع العلم أن السجانين يستخدمون أسلوب كسر الأصابع وقد حدث ذلك مع أكثر من معتقل".
كسر الأصابع أسلوب لتعذيب المعتقلين
في السياق، أشار المعتقل (خ. د): إلى أنه تعرض لتحقيق (الديسكو)، ولاحقا للتحقيق من مخابرات الاحتلال، وتكرر ذلك من 3-4 مرات، وتعمدوا شبحه على الكرسي لفترات طويلة، ورميه على الأرض وهو مقيد، واستمر التحقيق معه لمدة 30 يوما في زنازين سجن (عسقلان)، وطوال هذه المدة تعرض للضرب المبرح، يعاني اليوم مرض (الجرب -السكايبوس)، وقد أصيب به خلال احتجازه في سجن (عوفر) واستمر معه المرض بعد نقله إلى سجن (الرملة)، واليوم يعاني إلى جانب مرض (الجرب) أوجاعا شديدة في الصدر تزداد حدتها جراء عمليات التقييد التي تتم إلى الخلف، وأشار المعتقل إلى أن إدارة السجن تعاقب الأسرى من خلال كسر إصبع الإبهام.
كاميرات داخل الزنازين توثق تحركات المعتقلين على مدار الساعة
أما المعتقل (ع.غ) فقد أفاد: "احتُجزتُ لمدة (35) يوما في معسكر (سديه تيمان)، تعرضتُ لتحقيق (الديسكو) لمدة خمسة أيام، عند اعتقالي كنت أعاني إصابة ولم أتلقَّ أي علاج، وأُصبتُ بحمى شديدة في بداية الاعتقال، وكنت طوال الوقت أصرخ من شدة الألم في جسدي، هذا بالإضافة إلى كوني أعاني ممشكلات في القلب وقد تعرضت لفقدان الوعي عدة مرات، فكانوا يكتفون فقط بالتأكيد على أنني على قيد الحياة، في المرحلة الأولى من الاعتقال لم تكن لدي ملابس أو غطاء، فكنت أشعر بالبرد الشديد كوني محتجزا في (بركس) مفتوح من عدة جهات، ما فاقم معاناتي، على مدار 15 يوماً كنت مقيد اليدين ومعصوب العينين طوال الوقت، ثم جرى نقلي لاحقاً إلى قسم (ركيفت) في سجن (الرملة)، في جميع الغرف هنا كاميرات توثق تحركاتنا بشكل دائم، وتُمنع علينا الصلاة، ويهددوننا طوال الوقت بالقتل، تشكّل عملية إخراجنا إلى الفورة فرصة للسجانين للاعتداء علينا بالضرب المبرح وإهانتنا ونحن مقيدو الأيدي، لا نرى الشمس نهائياً، نجبر على شتم أمهاتنا، والسجان هو من يقرر وقت الاستحمام والمدة، كل ثلاثة أيام يتم تزويد كل زنزانة بلفة ورق للحمام، كما أن كميات الطعام قليلة جداً، نعلم أن هذا وقت الفجر من خلال سحب السجانين للفرشات والأغطية".
سجن ركيفت -الرملة واحد من بين سجون ومعسكرات استحدثها الاحتلال منذ الإبادة أو أعيد فتحها مجدداً لاحتجاز معتقلي غزة، نذكر أبرزهم: (سديه تيمان)، و(عناتوت)، ومعسكر (عوفر)، و(ركيفت)، ومعسكر آخر افتُتح لمعتقلي الضفة وهو معسكر (منشة)، وشكلت هذه المعسكرات العناوين البارزة لجرائم التعذيب، حيث حوّلها الاحتلال إلى حيزات لتعذيب المعتقلين جسدياً ونفسياً بشكل لحظي.
يُذكر أن عدد معتقلي غزة الذين اعترفت بهم إدارة سجون الاحتلال حتى بداية شهر نيسان/ إبريل 2025، بلغ 1747 ممن صنفتهم (بالمقاتلين غير الشرعيين)، وهذا المعطى لا يشمل جميع معتقلي غزة المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، فقط يشمل من هم تحت إدارة السجون.
"الأونروا": إسرائيل تنتهج سياسة تجويع متعمدة بغزة وتستخدم المساعدات الإنسانية سلاحا
اتهمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إسرائيل بانتهاج سياسة تجويع متعمدة وبدوافع سياسية بحق سكان قطاع غزة، واصفة ذلك بـ"القسوة المطلقة".
وقالت "الأونروا"، في منشور على منصة إكس، يوم الثلاثاء، إن "التجويع المتعمّد وبدوافع سياسية في غزة هو تعبير عن قسوة مطلقة"، مؤكدة أنه لا يمكن معالجة التجويع من خلال استخدام المساعدات الإنسانية كـ"سلاح".
وأضافت الوكالة الأممية أن النموذج المقترح لتوزيع المساعدات من قبل إسرائيل "بعيد كل البعد عن الاستجابة للجوع الكارثي القائم".
الاتحاد الأوروبي: الوضع الإنساني في غزة لا يطاق
قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن الوضع الإنساني في غزة لا يطاق.
وأضافت في منشور على موقع "إكس"، يوم الثلاثاء، أنه "يجب استئناف المساعدات الإنسانية على الفور ويتعين عدم تسييسها أبدا، ويجب أن تتم آلية إيصال المساعدات الجديدة عبر الجهات الإنسانية الفاعلة".
مقرر أممي: قطع إسرائيل لمياه الشرب في قطاع غزة قنبلة صامتة لكنها مميتة
قال المقرر الأممي المعني بحقوق الإنسان في الحصول على مياه شرب وخدمات الصرف الصحي بيدرو أروخو-أغودو، إن تدمير إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، للبنية التحتية للمياه في قطاع غزة ومنع الوصول إلى المياه النظيفة، هو بمثابة "قنبلة صامتة لكنها مميتة".
وأوضح أغودو في تصريح صحفي، اليوم الثلاثاء، أن 2.1 مليون شخص في غزة يواجهون أزمة مياه، وأن نحو 70% من البنية التحتية للمياه في المنطقة دُمّرت على يد إسرائيل.
وأكد أن "الغالبية العظمى من سكان القطاع إما لا تصلهم المياه إلا بكميات محدودة جدا، أو أن المياه التي تصلهم ملوثة بشكل خطير".
وأضاف أن الحصار الإسرائيلي المفروض منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 شمل الغذاء والماء والكهرباء وسلعا أساسية أخرى.
ولفت إلى أن الأزمة خرجت عن السيطرة، بعد قطع إسرائيل الوصول إلى الوقود اللازم لتشغيل محطات تنقية المياه والآبار.
وأكد أن التدمير المتعمد لأنظمة المياه يعني استخدام المياه كسلاح في الحرب على غزة.
وتابع: "المياه تُستخدم كسلاح، ولكن ليس ضد جيش أو مليشيا، بل ضد المدنيين. قطع مياه الشرب عن الناس يشبه إلقاء قنبلة صامتة عليهم. وهذه القنبلة صامتة، لكنها مميتة".
وأشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية على بنية المياه في غزة خفّضت نصيب الفرد من المياه يوميا إلى 5 لترات فقط، وهو "غير كافٍ لحياة طبيعية".
"الأونروا": 66 ألف طفل في قطاع غزة يعانون سوء تغذية خطيرا
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الثلاثاء، إن أكثر من 66 ألف طفل في قطاع غزة يعانون سوء تغذية خطيرا"، جراء سياسة التجويع التي تواصل سلطات الاحتلال تنفيذها، بعد إغلاق المعابر، ومنع دخول المساعدات الإغاثية منذ أكثر من شهرين.
وأضاف المتحدث الإعلامي باسم الأونروا عدنان أبو حسنة، في بيان، أن "مئات الآلاف من الفلسطينيين يتناولون وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة".
ومنذ 2 آذار/مارس الماضي، أغلقت سلطات الاحتلال المعابر مع قطاع غزة أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب في تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
ونقلا عن مصادر طبية، فقد ارتفع عدد الوفيات بسبب المجاعة إلى 57 منذ بدء العدوان، محذرة من تزايد العدد، في ظل إغلاق المعابر، ومنع دخول المساعدات الإغاثية، منذ أكثر من شهرين.
ولأكثر من مرة، حذر مسؤولون فلسطينيون حكوميون وأمميون من مخاطر استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر، ومنعها دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وأدوية ووقود ومياه إلى القطاع منذ شهرين.
وبحسب ما نقله موقع "واللا" الإخباري العبري يوم أمس الاثنين، فإن المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" في حكومة الاحتلال قد صادق أمس الأول على خطة لاستئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، عبر صندوق دولي، وشركات خاصة، وهي آلية أثارت رفضا واسعا من الجانب الفلسطيني، ومؤسسات دولية، باعتبارها مخالفة للمبادئ الإنسانية.
وفي تعقيبه على الخطة، قال الفريق الإنساني الدولي في الأرض الفلسطينية المحتلة، إن "إسرائيل سعت إلى إغلاق نظام توزيع المساعدات الحالي الذي تديره الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني"، وتتعارض مع المبادئ الإنسانية الدولية، وهي خطيرة وتدفع المدنيين إلى مناطق عسكرية للحصول على حصص الإعاشة، وتهدد الأرواح، وتزيد ترسيخ النزوح القسري".
ويُعد الفريق الإنساني جهة إستراتيجية تقودها الأمم المتحدة، ويضم ممثلين عن وكالات أممية ومنظمات غير حكومية فلسطينية ودولية، ويعمل تحت إشراف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وسبق أن أعلن كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومنسق الإغاثة الطارئة توم فليتشر، أن المنظمة لن تشارك في أي خطة لا تلتزم بالمبادئ الإنسانية العالمية وهي: الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا متواصلًا على قطاع غزة، أسفر حتى الآن عن استشهاد 52,567 مواطنًا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 118,610 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تتمكن طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول إليهم.
الإذاعة العبرية: هدف إسرائيل من مخطط المساعدات هو تسريع التهجير من شمال قطاع غزة
كشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن الهدف الأساسي من آلية توزيع المساعدات بقطاع غزة التي تروّج لها الحكومة الإسرائيلية، هو تسريع إفراغ شمال القطاع من المواطنين الفلسطينيين.
وبحسب الإذاعة، فإن الخطة تنص على توزيع المساعدات في مدينة رفح جنوب القطاع، وتحديدا في المنطقة الواقعة بين محوري موراج وفيلادلفيا، والتي تخضع بالكامل لسيطرة الجيش الإسرائيلي".
وأوضحت أن "دخول سكان غزة إلى هذه المنطقة سيكون مشروطا بعمليات تفتيش دقيقة".
وادعت الإذاعة أنه "سيتم إنشاء 3 مراكز توزيع للمساعدات داخل رفح، ما يجعلها المركز الرئيسي لتلقي الإغاثة الإنسانية في القطاع وتوزيعها"، مشيرة إلى أنه "لن يتم توزيع المساعدات في أي منطقة أخرى من القطاع، وهو ما يُتوقع أن يُسرع انتقال المدنيين من شمال غزة إلى جنوبها".
وأضافت أن "إسرائيل تدرس إمكانية إنشاء مركز توزيع مؤقت في شمال القطاع مع بداية تنفيذ الخطة، على أن يُغلق فور استكمال انتقال السكان إلى الجنوب"- على حد قولها.