
اليوم الـ 52 من استئناف الإبادة الجماعية..
مجازر متواصلة.. 52,760 شهيدًا و119,264 مصابًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي

أمد/ غزة: واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة لليوم الـ580 على التوالي، حيث استمرت في ارتكاب المجازر وجرائم الحرب بحق المدنيين؛ وأفادت وزارة الصحة بأن حصيلة الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية بلغت 106 شهيدًا، بينهم شهيد جرى انتشاله من تحت الأنقاض، بالإضافة إلى 367 إصابة جديدة.
وفي اليوم الـ52 من استئناف هذه الحرب، واصلت إسرائيل استهداف مناطق مختلفة في غزة، بما في ذلك مراكز الإيواء ومناطق تجمع النازحين في وسط القطاع. في المقابل، أعلنت كتائب القسام عن استهداف قوة إسرائيلية وتدميرها في تفجير حقل ألغام شرق خان يونس، إضافة إلى قصف المكان بقذائف هاون، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين.
وحذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع المستشفيات عن العمل قريبا بسبب نقص الوقود. كما أعلن "المطبخ العالمي" في غزة عن توقف كامل عن تقديم المساعدات الغذائية بدءا من الخميس 8 أيار/مايو 2025، بسبب نفاد مخزوناته الغذائية بعد أكثر من شهر ونصف من إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 52.760 شهيدا، و119.264 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر طبية، بأن من بين الحصيلة 2,651 شهيدا، و7.223 مصابا، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع.
ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، 106 شهداء، و367 مصابا، ولا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض والركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد 7 مواطنين، بينهم طفلتان، وأصيب العشرات بجروح، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، ومخيم النصيرات وسطه.
وأفادت مصادر محلية، بأن طيران الاحتلال الإسرائيلي قصف محلا للأدوات المنزلية، قرب مدخل مخيم النصيرات، ما أسفر عن استشهاد 4 مواطنين، بينهم طفلتان، وجرح 27 آخرين، بينهم 4 أطفال، و5 سيدات.
كما استشهد 3 مواطنين، في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة الزعانين، قرب الملعب الرياضي في بلدة بيت حانون شمالا.
استشهد 7 مواطنين، وأصيب آخرون ظهر يوم الخميس، في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي تجمعا لمواطنين غرب مدينة غزة.
وقالت مصادر محلية إن طيران الاحتلال قصف "مسمكة" تعود لعائلة أبو حصيرة خلف فندق الأمل غرب مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد 7 مواطنين وإصابة آخرين.
استشهد مواطن وأصيب آخرون، يوم الخميس، في غارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على منزل وسط قطاع غزة، ليرتفع عدد الشهداء في القطاع منذ فجر اليوم إلى 11 شهيدا.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد مواطن وإصابة آخرين في غارة شنتها طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال على منزل لعائلة الشعراوي في محيط مدرسة السوارحة جنوب غرب النصيرات وسط القطاع.
وأعلن مستشفى العودة في النصيرات، وصول جثمان شهيد وإصابة من منطقة السوارحة.
وفي سياق متصل، أصيب مواطن بنيران أطلقتها مسيّرة تابعة للاحتلال في شارع النزاز بحي الشجاعية، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف شرق حيي الشجاعية والتفاح، شرق مدينة غزة.
وصباح اليوم، أفادت مصادر طبية، بارتفاع عدد الشهداء جراء قصف الاحتلال منزلا يعود لعائلة ريان قرب مدرسة تل الربيع في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع إلى 9 شهداء.
وأضافت المصادر، أن مواطنين استشهدا في قصف الاحتلال منزلا في حي الشجاعية.
وتابعت، أن طفلة استشهدت وأصيب 4 آخرين إثر قصف مدفعي للاحتلال على خيام النازحين غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع، فيما أصيب طفل برصاص الاحتلال في القدم بمحيط مخيم الصمود بالمواصي.
وقالت مصادر محلية، إن صيادين أصيبا بنيران بحرية الاحتلال في بحر مدينة خان يونس جنوب القطاع، فيما قصفت مدفعية الاحتلال منطقة البطن السمين في المدينة.
كما عثر صباح اليوم على جثمان طفل فقد إثر قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين بمخيم البريج وسط القطاع قبل يومين.
استشهد وأصيب عدد من المواطنين، فجر يوم الخميس، في قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، بارتفاع عدد الشهداء جراء قصف الاحتلال منزلا يعود لعائلة ريان قرب مدرسة تل الربيع في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة إلى 5، فيما ما زالت طواقم الإنقاذ تكافح لإخراج إمرأة على قيد الحياة عالقة تحت ركام المنزل المستهدف.
وأضافت المصادر، أن مواطنين استشهدا في قصف الاحتلال منزلا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وتابعت، أن طفلة استشهدت وأصيب 4 آخرين إثر قصف مدفعي للاحتلال على خيام النازحين غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما أصيب طفل برصاص الاحتلال في القدم بمحيط مخيم الصمود بالمواصي.
وقالت مصادر محلية، إن صيادين أصيبا بنيران بحرية الاحتلال في بحر مدينة خان يونس، فيما قصفت مدفعية الاحتلال منطقة البطن السمين في المدينة.
كما عثر صباح اليوم على جثمان طفل فقد إثر قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين بمخيم البريج قبل يومين.
نفاد الوقود يهدد الأرواح بمستشفيات غزة
في قسم الأطفال بمستشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح وسط قطاع غزة، يخيّم الصمت المقلق، لا يُسمع فيه سوى صوت أجهزة الأوكسجين التي قد تتوقف في أي لحظة، مع قرب نفاد الوقود المشغّل للمولدات الكهربائية.
يقف الأطباء والممرضون في حالة ترقّب، بينما تهمس الأمهات بالدعاء أمام أسرّة أطفالهن، بعد أن بات الخطر وشيكًا.
وفي ظل الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي عن قطاع غزة، تعتمد المستشفيات على المولدات الكهربائية كمصدر وحيد للطاقة. إلا أن هذه المولدات مهددة بالتوقف في أي لحظة بسبب النقص الحاد في الوقود وغياب قطع الغيار، بفعل الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي وتدمير العديد منها خلال العدوان المتواصل.
وذكرت مصادر طبية أن كميات الوقود المتوفرة في مستشفيات القطاع، لا تكفي سوى لأيام فقط، محذرة من أن استمرار الاحتلال في إعاقة وصول إمدادات الوقود "يهدد بتوقفها عن العمل بالكامل".
الخطر يقترب
وفي أحد أركان القسم، تجلس المواطنة نوال أبو رويضة بجانب طفلتها المريضة بضيق في التنفس وضعف عام، نتيجة المجاعة التي تعصف بالقطاع منذ أشهر.
تحاول نوال تهدئة طفلتها المريضة، وتقول بصوت خافت تشوبه المرارة لوكالة الأناضول: "بنتي دايبة من الجوع... بتاخذ أوكسجين ونفسها ضيق".
وحين سمعت نوال عن احتمال توقف مولدات الكهرباء في المستشفى، بدت عليها علامات القلق وقالت بصوت متهدج: "هل يمكن أن ينقطع الأوكسجين عن ابنتي؟ جئنا نعالج أولادنا بالمستشفى، وإذا توقفت الكهرباء، كيف سيعيشون؟"
وأضافت: "إذا الكهرباء انقطعت في المستشفى، الكل سيموتون".
تحت التهديد
وفي قسم الحضانات، حيث يرقد العشرات من الأطفال حديثي الولادة، يواصل الأطباء والممرضون عملهم تحت ضغط خانق، يراقبون المؤشرات الحيوية للأطفال بقلق بالغ، وعيونهم تتابع حالة المولدات الكهربائية بالمستشفى.
فيما الأهالي، وغالبيتهم من الأمهات، يلازمون المستشفى في صمت وقلق، ينتظرون أخبارًا مطمئنة عن أطفالهم.
تتنقل بعض الأمهات بهدوء بين أبواب الأقسام، بينما تجلس أخريات على المقاعد أو في زوايا الممرات وهنّ يهمسن بالدعاء.
القسم، رغم ما فيه من عناية، بات مهددًا بالتوقف الكامل، ومعه مهددة حياة الأطفال، جراء وقف الاحتلال إمدادات الوقود.
انهيار صحي شامل
وأكد مصدر طبي في مستشفى "شهداء الأقصى" أن "جيش الاحتلال يمنع وصول المنظمات الدولية إلى أماكن تخزين الوقود".
وقال: "هذا يعني عمليًا إخراج المستشفيات من الخدمة، خاصة الأقسام الحيوية مثل العناية المركزة، الحضانات، القلب، الكلى، الأشعة، والعمليات".
وأضاف: "عندما تتوقف الكهرباء عن المستشفيات، فهذا بمثابة حكم بالإعدام على المرضى والمصابين، وتوقف سيارات الإسعاف عن العمل يعني ترك الجرحى ينزفون حتى الموت في أماكن الاستهداف".
ومنذ أكثر من 66 يومًا، يمنع الاحتلال إدخال الوقود وقطع الغيار والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة، ما أدى إلى شبه انهيار للقطاع الصحي، وسط تحذيرات من كارثة وشيكة قد تُنهي ما تبقى من حياة في المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل.
وأكد المصدر الطبي أن "ما يجري هو خطة ممنهجة لإخراج جميع المستشفيات عن الخدمة، وقتل المصابين ببطء، من خلال منع الإسعاف وقطع الكهرباء ومنع دخول الأدوية وحتى التطعيمات الأساسية للأطفال".
وطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري للضغط على إسرائيل والسماح بإدخال الوقود اللازم قبل فوات الأوان.
وفي مطلع آذار/ مارس الماضي، صعَّد الاحتلال من جرائمه باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل.
والسبت، أفادت مصادر طبية بارتفاع عدد الوفيات بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية إلى 57 مواطنا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، محذرة من تزايد العدد في ظل إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإغاثية منذ شهرين.
ولأكثر من مرة، حذر مسؤولون حقوقيون وأمميون من مخاطر استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر ومنعها دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وأدوية ووقود ومياه للقطاع منذ شهرين.
وأمس الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء محمد مصطفى، قطاع غزة منطقة مجاعة، داعيا المنظومة الأممية بكاملها أن تُفعّل آلياتها فورا، وأن تتعامل مع غزة كمنطقة مجاعة، بما يستتبع ذلك من تدخل دولي عاجل ورفع فوري لكل القيود التي تمنع الإغاثة.
وحمّل رئيس الوزراء، إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية المتعمدة في غزة.
ويعتمد المواطنون في قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ارتكابها منذ 19 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.
وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظل نزوح أكثر من 90% من المواطنين في القطاع من منازلهم، جراء التهجير الإسرائيلي، بعضهم مر بهذه التجربة لأكثر من مرة، حيث يعيشون داخل ملاجئ مكتظة أو في العراء، ما زاد من تفشي الأمراض والأوبئة.
ويرتكب الاحتلال الإسرائيلي من 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
جيش الاحتلال يفرج عن 11 معتقلا من قطاع غزة
أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الخميس، عن 11 أسيرا اعتقلتهم خلال حرب الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وذلك بعد شهور من التعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي.
وأفادت مصادر محلية، بأن المعتقلين المفرج عنهم وصلوا إلى قطاع غزة عبر معبر "كيسوفيم" العسكري، شرق مدينة دير البلح وسط القطاع، حيث تم نقلهم مباشرة إلى مستشفى "شهداء الأقصى" لتلقي الرعاية الطبية.
وذكر مصدر طبي للأناضول أن المعتقلين يخضعون لفحوص طبية، وتبدو عليهم آثار واضحة للإرهاق والتعذيب وسوء التغذية.
الخارجية الأميركية: على بعد خطوات من حل إدخال المساعدات لقطاع غزة
أكدت وزارة الخارجية الأميركية يوم الخميس، أن التوصل إلى حل لإيصال المساعدات الغذائية إلى غزة "على بُعد خطوات"، وإن إعلانا سيصدر قريبا، لكنها لم توضح تفاصيل الخطة.
وفي تصريحات لـقناة "العربية قالت الخارجية الأميركية إن مبعوث الرئيس دونالد ترامب ستيف ويتكوف أطلع أعضاء مجلس الأمن على فكرة صندوق خيري لغزة.
كما أضافت أنها تناقش العديد من الآليات وستعطي تفاصيل عند الإعلان الرسمي عن الصندوق.
وانتقد قادة أوروبيون ومنظمات إغاثة خطط إسرائيل للسيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية في غزة والاستعانة بشركات خاصة لتوصيل الغذاء إلى العائلات بعد شهرين من منع الجيش دخول الإمدادات إلى القطاع.
ولم تقدم إسرائيل سوى تفاصيل قليلة عن خططها للمساعدات.
وأجرى المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأغذية العالمي والحائز على جائزة نوبل للسلام ديفيد بيزلي، محادثات مع إدارة الرئيس الأميركي والحكومة الإسرائيلية، وجهات فاعلة رئيسية أخرى لرئاسة "مؤسسة غزة الإنسانية" الجديدة (GHF)، وإيلائها مهمة إدخال المساعدات إلى القطاع، وفق ما أفاد مصدران مطلعان لموقع "أكسيوس"، اليوم الخميس.
كذلك أوضح مصدر مقرب من بيزلي أنه تفاوض على إعادة إدخال المساعدات بشكل عاجل إلى القطاع الفلسطيني كشرط لقيادة عمليات المؤسسة قيد الإنشاء.
اتفاق وشيك
كما لفت "أكسيوس" إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل وممثلي المؤسسة يقتربون من التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية استئناف تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة دون سيطرة حماس عليها.
فيما أعلنت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى تعمل في غزة، أنها لن تتعاون مع خطة المؤسسة الجديدة، معتبرة أنها "تتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية".
في حين تضغط إدارة ترامب على الدول للتبرع بالأموال لهذه الآلية، وعلى الأمم المتحدة للتعاون معها.
وقدّم مبعوث البيت الأبيض، ستيف ويتكوف، إحاطة لأعضاء مجلس الأمن الدولي، يوم الأربعاء، حول الخطة.
كما أطلع دبلوماسيون أميركيون أعضاء وكالات الأمم المتحدة في جنيف على الخطة.
تدهور الأوضاع الإنسانية
يأتي ذلك وسط تصاعد التحذيرات الأممية من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، مع استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض منذ مطلع مارس الماضي، والنقص المتزايد في الوقود والأدوية والغذاء والمياه الصالحة للشرب في القطاع الذي تعتبر المساعدات الإنسانية شريان حياة لسكانه.