
اليوم الـ 53 من استئناف الإبادة الجماعية..
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى ومفقودون في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى تموين للأونروا

أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتجويع بحق المدنيين في قطاع غزة، لليوم الـ580 على التوالي، وسط حصار خانق يطبق على القطاع بإغلاق جميع المعابر ومنع إدخال الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية منذ أكثر من شهرين، ما فاقم من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
استشهد أكثر من 20 شخصا الجمعة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل منذ فجر الجمعة، واستهدف الاحتلال مبنى تموين تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في مخيم جباليا شمالي القطاع، ما أسفر عن شهداء وجرحى ومفقودين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بينهم ضابطان بوحدات قتالية بجروح خطيرة خلال اشتباكات اندلعت جنوبيّ قطاع غزة، كما أقر بمهاجمة مبنى التموين التابع للأونروا بادعاء استهداف مقاتلين لحركة حماس.
على الصعيد الإنساني، تتواصل التحذيرات من انهيار وشيك للقطاع الصحي. فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة أن جميع المستشفيات مهددة بالتوقف عن العمل خلال ساعات بسبب نفاد الوقود.
وأعلنت الولايات المتّحدة أنّ "مؤسّسة" جديدة ستتولّى قريبا مهمة إدارة وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، إذ قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، لصحافيين، إنّه "على الرّغم من أنّه ليس لدينا شيء محدّد نعلنه اليوم في هذا الصدد، وأنا لن أتحدّث نيابة عن المؤسّسة التي ستقوم بهذا العمل، إلا أنّنا نرحّب بالمبادرات الرامية لتسليم المساعدات الغذائية عاجلا إلى غزة بسرعة، حتى تصل المساعدات الغذائية فعليا إلى أولئك الذين تستهدفهم".
وأضافت: "نحن على بُعد خطوات قليلة من هذا الحلّ، من إمكانية تقديم المساعدات والغذاء" لمحتاجيها في القطاع الفلسطيني، مؤكّدة أنّ هذه المؤسّسة ستُصدر "قريبا" إعلانا بهذا الشأن، دون مزيد من التفاصيل.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 52,787 شهيدا، و119,349 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر طبية، بأن من بين الحصيلة 2,678 شهيدا، و7,308 إصابة، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، 27 شهيدا، بينهم شهيد تم انتشاله، و85 إصابة، وما يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض والركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد 4 مواطنين، وجرح العشرات، إثر غارة شنها الاحتلال الإسرائيلي على مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن الغارة استهدفت مبنى التموين التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في المخيم ما أسفر عن استشهاد 4 مواطنين وجرح العشرات بينهم نساء وأطفال.
استشهد 4 مواطنين بينهم طفل، وجرح آخرون، يوم الجمعة، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، متجرا في شارع معتوق بحي الرمال غرب مدينة غزة.
وقالت مصادر محلية، إن الاستهداف أدى إلى استشهاد كل من: الطفل أحمد ربحي عياد، ومحمد رشدي أبو عمرو، وماجد رامي أبو نصر، وجلال رباح أبو عمرو.
استشهد ثلاثة مواطنين ظهر يوم الجمعة، في قصف من طائرة إسرائيلية مسيرة على مفترق مرتجى شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن القصف أسفر عن استشهاد كل من: مجدي عطا فضل سليم الأغا (60 عاماً)، وبراء مجدي عطا فضل سليم الأغا (19 عاما)، وحمزة منير حمدي كامل أحمد الأغا (24 عاما).
كما أفاد باستشهاد الشاب زكريا بلال أبو حصيرة، متأثراً بجروحه التي أصيب بها أمس الخميس، باستهداف مجموعة من المواطنين بالقرب من فندق الأمل غرب مدينة غزة، ليلتحق بوالده وعمه الذين استشهدا في الغارة ذاتها.
استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، يوم الجمعة، في سلسلة غارات وقصف مدفعي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
في شمال القطاع، استهدفت مدفعية الاحتلال أطراف بلدة بيت لاهيا، تسببت بأضرار مادية وحالة من الهلع بين المواطنين.
وفي مدينة غزة، استشهد الشاب ضياء جهاد إبراهيم تايه، متأثرا بجروحه التي أُصيب بها في قصف سابق استهدف مدرسة الكرامة في حي التفاح شرقي المدينة. كما استشهد مواطن آخر جراء استهداف طائرة مسيرة لحي تل الهوى جنوب المدينة.
وفي محافظة خان يونس جنوب القطاع، انتشلت طواقم الدفاع المدني جثمان الطفل محمد هشام صبحي شهاب (3 شهور) من تحت أنقاض منزل عائلته الذي تعرض للقصف قبل يومين في منطقة الزنة، حيث استشهد والداه في ذات القصف، وأصيب شقيقاه بجروح.
وفي مدينة رفح جنوب القطاع، فجّرت قوات الاحتلال عدداً من المباني السكنية وسط المدينة، ما أدى إلى تدمير واسع في الممتلكات.
استشهد صياد وأصيب آخر، يوم الجمعة، برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال مدينة غزة.
وقالت مصادر محلية، إن زوارق الاحتلال الحربية أطلقت النار صوب مركب صيد في بحر شمال غزة ما أدى لاستشهاد صياد وإصابة آخر.
وأفادت باستشهاد المواطنة أمل حسين النجار (45 عاما) متأثرة بجروحها التي أصيبت بها قبل أسبوع في قصف الاحتلال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما استشهد الشاب أحمد السيد سلوت متأثرا بجروحه الخطيرة التي أُصيب بها في قصف الاحتلال منزلهم بدير البلح وسط قطاع غزة قبل 3 أشهر.
استشهد أربعة مواطنين بينهم ثلاثة من عائلة واحدة، فجر اليوم الجمعة، في قصف الاحتلال منزلين بحي الرمال ومخيم النصرات.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلا يعود لعائلة حمدان في محيط مسجد الشهداء شرق مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد المواطن رشاد أبو حية وزوجته صفاء وطفلهما الرضيع عمرو.
وأضافت أن طائرة مسيرة للاحتلال قصفت شقة سكنية في عمارة المتميزون بحي الرمال في مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد المواطن جاسر شامية، وإصابة آخرين.
وأطلقت آليات الاحتلال العسكرية النار بكثافة تجاه المناطق الشرقية من مدينة غزة.
الأمم المتحدة تجدد رفضها للخطة الإسرائيلية لإدخال المساعدات إلى غزة
قالت الأمم المتحدة يوم الجمعة، إن الخطة التي تم تقديمها لإدخال المساعدات إلى غزة "مصممًة لبسط السيطرة والحد من الإمدادات حتى آخر سعرة حرارية وآخر حبة دقيق".
وقال نائب الناطق الإعلامي الأممي فرحان حق، "لقد أوضح الأمين العام، أن الأمم المتحدة لن تشارك في أي ترتيب يفشل في الالتزام بالمبادئ الإنسانية وهي الإنسانية، والحيادية، والاستقلال."
وأعلن حق، في المؤتمر الصحفي اليومي أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والشركاء حضروا اجتماعًا مع الولايات المتحدة منذ بضعة أيام، كجزء من الحوار المستمر حول كيفية ضمان وصول المساعدات إلى سكان غزة وفقًا للمبادئ الإنسانية، مؤكدًا أن للأمم المتحدة "مبادئ توجيهية.. ونحن ملتزمون بها".
من جهتها، أكدت مديرة الاتصالات في وكالة الأونروا جولييت طعمة، أن من المستحيل" استبدال الأونروا في غزة، فهي أكبر منظمة إنسانية في القطاع ولديها أكبر انتشار وفيها أكثر من عشرة آلاف موظف يعملون على إيصال ما تبقى من الإمدادات وإدارة ملاجئ العائلات النازحة.
وقالت طعمة، إن لدى الأونروا نظام إنساني قائم، إذا كانت هناك إرادة سياسية لجعله يعمل مجددا، فالأونروا أدارت المساعدات التي أدخلتها إلى غزة بنفسها، ولم تشهد أي تحويل للمساعدات عن الغرض المحدد.
العفو الدولية: الوضع في غزة مأساوي والإبادة على الهواء مباشرة
قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار، إن الوضع في غزة مأساوي للغاية "والإبادة الجماعية تبث على الهواء مباشرة".
وأضافت في منشور على منصة "اكس"، يوم الجمعة، أن "الحكومات النافذة تتقاعس عن استخدام نفوذها لمنع الإبادة والتصدي لها بفاعلية"، مع استمرار منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ أكثر من شهرين.
وأشارت كالامار إلى إن "هناك أدوات وسبل للرد، من بينها اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل".
وتابعت أنه بالتزامن مع اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، طلبت هولندا إجراء مراجعة لامتثال إسرائيل للاتفاقية، مُشيرة إلى المادة 2 المتعلقة بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني.
إمعانا في الإبادة الجماعية: أعضاء في الكنيست الإسرائيلية يطالبون بتجويع أطفال غزة ومنعهم من العلاج
طالب أعضاء في الكنيست الإسرائيلية، بتجويع منهجي لسكان قطاع غزة، والأطفال بينهم، ومنع إمدادهم بأدوية ومسكنات أوجاع.
جاء ذلك في مداولات حول الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، للجنة متفرعة عن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست وتعنى بالإعلام والعلاقات الخارجية.
وخلال الاجتماع، قالت الطبيبة شارون شاؤول، من جمعية "نتان" التي تنشط في مجال المساعدات الإنسانية في العالم، "أعتقد أن جميع الجالسين حول هذه الطاولة ليسوا معنيين بأن طفلا يعاني لا يمكنه الحصول على مسكنات أوجاع أو علاج طبي بالحد الأدنى".
وقاطعها عضو الكنيست عَميت هليفي، من حزب الليكود، وقال بغضب "لست متأكدا من أنك تتحدثين باسمنا أننا نريد معالجة أي طفل وأي امرأة، وآمل بأنك لا تؤيدين هذه الجملة"، حسبما نقلت صحيفة "هآرتس" عن النقاش في اللجنة، اليوم الجمعة.
وأصرت الطبيبة أنه "آمل أنك أيضا لست معنيا بألا يتلقى طفلا في الرابعة من عمره وبُترت يده مسكنا للأوجاع، وآمل أنه يوجد لديك هذا التعاطف".
لكن عضو الكنيست ليمور سون هار ميلخ، من حزب "عوتسما يهوديت"، أشارت بإصبعها إلى الطبيبة وقالت إن "العلاج الوحيد الذي ينبغي منحه هو لك"، فيما اعتبرت عضو كنيست أخرى أنه "أنت الطبيبة الأكثر مرضا التي رأيتها".
ونقلت الصحيفة عن عضو الكنيست موشيه تور باز، من حزب "ييش عتيد"، ادعائه في أعقاب هذا الاجتماع الذي عُقد بمبادرته، إنه "على حد علمي، دولة إسرائيل لا تعتزم استخدام التجويع. وأعتقد أنه حتى لو يكن هناك غير ضالعين (في القتال)، فإنه لا يوجد في الأخلاقيات اليهودية التي أعرفها ما يسمح بتجويع أشخاص غير مقاتلين وانطباعي هو أن الحكومة الإسرائيلية لا تتجه إلى تجويع غزة".
وشددت الصحيفة على أن هليفي وسون هار ميلخ سيطرا على النقاش في اللجنة، وأن "كثيرين حول الطاولة اعتقدوا بكل تأكيد أن تعذيب وتجويع أطفال غزيين هو ليس أمرا شرعيا وحسب وإنما هو أمر مرغوب به أيضا".