
على رصيف الزمن ...!

د عبد الرحيم محمود جاموس
أمد/ على أرصفةٍ تَتَكسَّرُ ...
من ثِقَلِ الخطوات،
أُعلِّقُ وجهي ...
على نوافذِ الغيم،
وأُصغي ...
إلى صدى السنين ...
وهي تُحاورُني ...
عن صبرٍ مُعلَّقٍ ...
بينَ الغيابِ والرجوع...
***
تَعِبْتُ من الوقوفِ ...
على أبوابٍ لا تُفتح،
تَعِبْنا من انتظارٍ ...
يَغزِلُ خيوطَهُ ...
في عيونٍ أرهقها السهر،
لكنّي أرى الليلَ ...
حينَ يَحتضنُ الصباح،
كأنَّ الظلامَ لا يَكتملُ ...
إلّا لِيُعطي الفجرَ ...
ممرًّا إلى الحقول ...
***
هكذا،
يمحو الضوءُ آثارَ العتمة،
ويَغسلُ القلبَ من غُبار المدى،
لأستريحَ قليلًا في حضنِ النهار،
وأُطفئَ جمرَ السنين المهاجرة،
سنواتٍ كانتْ ...
تُشبهُ السفرَ بلا محطات،
وبلا رايات،
وبلا مستقر...
***
اثنان وسبعون جرحًا ...
تُعِدُّنا كالمسافرين ...
إلى المجهول،
نحملُ خرائطَ ...
مُبتلَّةً بالدمع،
ونسيرُ:
فوق رُكامِ الطرقات،
علّنا نَجدُ بابًا مفتوحًا ...
في آخر هذا التيه الطويل ...
***
لكنَّ الروحَ:
لا تُسلِمُ مَفاتيحها،
ولا يُرهقها عُمرُ الترحال،
فكلُّ ليلٍ،
وإن طال،
يُورِقُ في أحضانِ الصباح...
***
وصباحُنا،
لا بُدَّ أن يكونَ مُزهِرًا،
يَجلو عذابَ السنين،
لا بُدَّ أن يكونَ ...
فلسطين...