ربى ريحاني: والدتي لم تكن المرأة الوحيدة التابعة فهذا حال النساء في كل مكان
تاريخ النشر : 2022-09-13 20:35

عمان - حوار د.لطيفة القاضي: الناشطة والباحثة والكاتبة الأردنية ربي ريحاني هي ناشطة في إعداد النساء في مختلف الحقول الحياتية، مديرة مركز المرأة العربية اليوم مقره في عمان، الأردن، حاصلة على البكالوريوس في الصحافة والإعلام، وماجستير في دراسات المرأة من الجامعة الأردنية.

عملت معدة ومقدمة للبرنامج الإذاعي "المرأة اليوم" في إذاعة حول العالم، ومنتجة للبرنامج التلفزيوني "بلشي من هون".

مؤلفة كتاب "المرأة بين الواقع والمرتجى، وحائزة على المركز الثاني للفيلم الوثائقي "دورَها" في مسابقة الأفلام الدولية "تمكين النساء إعلامياً"

حالياً تقوم بالإشراف على إعداد البرامج وتدريب النساء من مختلف دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

إن المرأة هي التي يشع منها الحب والحنان والمسؤولية عن تربية أجيال على مر السنين بهدف بناء مستقبل واعد ومشرق. فهي كالبذرة التي تنتج الثمار، وإذا صلحت المرأة صلح المجتمع بأسره .لا يمكننا إنكار دورها العظيم الذي حباها الله إياها، ومن هذا المنطلق أطلقت  أكاديمية المرأة العربية فهي محطة أكاديمية واجتماعية ونفسية، و سنتعرف الآن عن هذه المنصة من الإعلامية والباحثة ربى ريحاني.

ماذا عن "منصة المرأة العربية" وهي أول منصة للمرأة في الوطن العربي، ما الهدف الرئيسي من إنشاء المنصة؟

ربما ليست أول منصة، ولكنني أستطيع القول إنها أكبر منصة تعليمية وتدريبية للمرأة، حيث عملنا جاهدين طيلة ثماني أشهر لإنشاء هذه المنصة، ليتسنى للمرأة أن تختار ما يناسبها من البرامج للتعلم ذاتيًا أو التسجيل في أي برنامج ترغب الالتحاق به وتمكين نفسها. أما أهدافنا الرئيسة هي

توفير ساحة آمنة لتبادل المعرفة والعلم من خلال توفير المصادر الأكاديمية والمهنية
توجيه المرأة في رحلة التَّعرُّف على حاجاتها الشَّخصيَّة والاجتماعيَّة.
رفع وعي المرأة وتمكينها من اختيار هويتها النابعة من قناعاتها وإرادتها.
تجهيز المرأة لتسعى نحو التَّغيير الإيجابيّ في حياتها.
حثِّ المرأة على التَّأثير في الآخرين فتكون صوتًا للتَّغيير في مجتمعها.

-ماذا تحوي المنصة؟
مصادر مبتكرة للمعرفة والنمو والتطبيق، بأشكالها المتنوّعة من تدريبات، وورشات عمل، ومواد ومراجع سواء مكتوبة أو مرئية أو مسموعة.

أدوات ووسائل عملية وتعليمية وتحفيزية بطرق خلّاقة تمكّن المرأة من توظيف ما تتعلّمه في حياتها اليومية وفي كل دور من أدوارها.

بالإضافة إلى حصولها على متابعة شخصيّة وتقديم الإرشاد والتوجيه والمشورة بنزاهة وموثوقية

فهي بيئة نمو وتطوّر آمنة وصحيّة ضمن عائلة "المرأة العربية اليوم" مبنية على الاحترام والشفافية والانفتاح

- نبذة تعريفية على البرامج التي توجد في المنصة؟
برنامج اكتشاف الذات: يهدف البرنامج إلى مساعدة المرأة على اكتشاف وتبني هويتها الحقيقية، وبناء وعي ذاتي عميق وثقة راسخة فيمَن تكون وفي إمكاناتها في سعيها إلى عيش معنى حياتها. من خلال التدريبات وورشات العمل والمصادر التعليمية والأدوات العملية المختلفة، ستتمكن المرأة من عدة أمور منها:

معرفة هويتها الحقيقية.
فهم كيفية تشكيل هويتها وكيف يؤثر تشكيل الهوية على أفكارها، ومشاعرها، وتصرُّفاتها.
تطوير إحساس بالانتماء إلى الذات والآخرين.
تشكيل صورة ذاتية صحية.
بناء وعي ذاتي وفهم عميقَين.
ممارسة حُب وقبول الذات.
السعي إلى تحقيق الذات وعيش حياة ذات معنى

برنامج النمو في الحياة يهدف البرنامج إلى مساعدة المرأة على تحمُّل مسؤولية حياتها وتعزيز عقليَّة النموّ التي تحرِّرها من أي محدِّدات تعيق سعيها نحو تحقيق كامل إمكاناتهم والتقدّم في الحياة النجاح في دعوة حياتها.

ستتمكّن المرأة من:
إدراك إمكانياتها الكامنة غير المستَغَلَّة وأهدافها في الحياة.
إطلاق العنان لـقدراتها وإمكاناتها من خلال تطوير عقلية النموّ.
تطوير شخصية ناضجة وصحيّة في الذهن، والقلب، والجسد، والنفس.
تسليح نفسها بالمهارات والأدوات للوصول إلى أهدافها.
السعي نحو تغيير ملحوظ واكتفاء يحمل معنى في حياتها.

برنامج الدعم والمساندة ويهدف البرنامج إلى مساعدة المرأة على استرداد سلامها الداخلي، والتعافي من آلام الماضي، والتعامل مع تحديات ومعوقات الحياة اليومية، والمثابرة من أجل مستقبل أكثر إشراقًا وأمانًا بشخصية قوية ومرنة للتعافي والتأقلم.

ستتمكّن المرأة من:
تحديد ما يعيق ويسلب سلامها الداخلي.
استجماع الشجاعة والحكمة للسعي لطلب المساعدة والدعم.
الانفصال عن ماضيها المؤلم واختيار الخوض في رحلة الشفاء.
أن تكون حازمة ومصمِّمة على السعي إلى السلام في حياتها اليومية.
تطوير العزم الداخلي والمقاومة المطلوبة من أجل خيرها وتشكيل مستقبل أفضل

برنامج التأثير والقيادة: يهدف البرنامج إلى مساعدة المرأة على أن تكون صانعة تغيير وتؤثر بقصد وتستثمر في حياة الآخرين، سائرة في طريقها نحو حياة أكثر قيمة وتميُّزًا وازدهارًا.
ستتمكّن المرأة من:
تبنّي دورها كامرأة لديها مهمَّة لتصنع فرقًا.
إعدادها لتوظيف إمكاناتها وكفاءاتها لتحسين حياة الآخرين.
شحذ مهاراتها وصقل شخصيتها كقائدة كفؤ.
القيادة بأصالة وقصد وشغف.
تحفيز وتمكين الآخرين لأخذ المبادرة والقيادة

-منصة المرأة العربية تخاطب من؟ هل هي متاحة للجميع؟
كل برنامج يخاطب نوعية معينة من النساء فمثلاً برنامج اكتشاف الذات معد خصيصاً لمن تبحث عن الشعور بالاهتمام والحب والقيمة وفهم وإدراك أعمق لذاتها وتقدير وحب صادق لنفسها وقبول ومصالحة من الذات والأهم هو الشعور بالأمان والكفاية من نحو من تكون وبناء ثقة صلبة في نفسها.

برنامج النمو في الحياة يخاطب من تبحث عن تحقيق النجاح والنمو في مجالات الحياة المختلفة وصقل وتطوير إمكاناتها. واكتساب وبناء مهاراتها وأيضاً عيش التوازن والتكامل في أدوارها المختلفة دون استنزاف واحتراق.

برنامج الدعم والمساندة فهو لمن تبحث عن الشعور بالرضى والشبع الداخلي واختبار الراحة والسكينة والفرح الحقيقي كذلك العيش في استقرار وأمان داخلي والتعافي من الإساءة والأذى والأهم من ذلك هو تعلم كيفية التعامل بثقة ومرونة مع التحديات المختلفة

برنامج التأثير والقيادة فهو معد لمن تبحث عن وضوح لغايتها وفرص لتحقيق ذاتها وتوظيف ما عندها من قدرات وإمكانات بطريقة بنّاءة ومفيدة والتوسع والنمو في نطاق تأثيرها وتحقيق رسالة ذات معنى في الحياة ويمكنها أيضاً من التميّز في تأثيرها فيمن حولها وتمكينها في دورها القيادي لتصبح مساهمة في تأهيل آخرين وتمكينهم.

- ربى ريحاني منذ متى كنتِ مهتمة بالمرأة العربية، وما السبب؟
لا بد أن يكون هناك قصة وراء كل عمل في الحياة، لقد حرمت وأنا في سن الرابعة من العيش في كنف والدي لمدة سبع سنوات، فكنت نزيلة مدرسة داخلية وكنت دائماً أتساءل لماذا أنا موجودة في هذا المكان، وأين أمي وأبي، أين غاب مصدر الحبّ في حياتي؟ وبعد سنين من الحرمان ظهرا والدي في حياتي من جديد، وعندما سألت والدتي لماذا تركتني وغبت من حياتي فكان جوابها لي: أنني أجبرت على تركك وأخواتك في تلك المدرسة لأرعى أباك وأهتم به كما أرادني هو، إلا أن قصتي لم تنتهِ هناك، بل شكّلت عبر محطّات حياتي المختلفة حافزًا مشحونًا بشغف وإيمان بأهمية تمكين المرأة. وهذا ما جعلني أسعى لدعم المرأة في رحلة نموّ نحو تعزيز نظرتها لنفسها ساعية لحياة أفضل من الأمس ومتمتّعة بسلام داخلي. 

والدتي لم تكن المرأة الوحيدة التابعة، ولا صوت لها، فهذه حال النساء في كل مكان من النهر إلى الخليج، ولكن يمكنها أن تبدأ رحلة التغيير والتمكين الفكري والعاطفي قبل أي شيء آخر، وهذا ما أخذت على عاتقي لفعله منذ أن أقدمت على دراسة الإعلام لأكون الناقل الأول لصوتها، والمخبر عن حالها، والساعية لتغيير ظروفها.

أردت أن أرى المرأة العربيَّة تعيش معنى حياتها في كرامة وتتمتَّع بالسَّلام الدّاخلي وتؤثِّر في الآخرين، فانطلقت ودعوت نساء آمن بهذه الرؤيا وأطلقنا معاً "المرأة العربية اليوم" كعمل متكامل نما وتطوّر وتوسّع عبر السنين، وضمّ معه عائلة كبيرة من نساء وفتيات عربيات يتشاركن نفس الواقع والثقافة والتحدّيات والإنجازات وكذلك الطموح في الوطن العربي.

سعَت "المرأة العربية اليوم" بكلّ الوسائل والطرق المختلفة إلى تمكين وإعداد المرأة في رحلة حياتها من خلال التركيز على المعرفة والسلوك وما تحتاج من أساليب لتزداد ثقتها بنفسها وتطلق إمكاناتها وتتخطّى العقبات لتكون امرأة مؤثّرة وواعية وممكّنة وواثقة وفاعلة في كلّ مجالات الحياة، وكذلك مساهِمة نشيطة في تطوير حياتها ومجتمعها.

- هل المنصة بمقابل مادي؟
كل ما نقدمه في المنصة مجاني وهذا ما يميزنا عن غيرنا، فنحن لا نهدف للربح المادي، بل على العكس نقوم بتشبيك النساء ببعضهن لعلهن يروجون أعمالهن ويسوقونها عبر مواقع مختلفة.

- ماذا تعني لك المرأة العربية؟
المرأة هي الحياة، هي باعثة للحب والاستمرار، والمرأة العربية بالنسبة لي هي قضية تستحق التضحية من أجلها، وتستحق الحياة الكريمة أسوة بنساء العالم في الدول المتقدمة. تملك كل مقومات النجاح، وملتزمة، والأهم أنها تأخذ على عاتقها المسؤولية مهما كلفها الثمن. أحبها كما أحب نفسي وأريدها فقط أن تتصالح مع ذاتها وكل ما تبقى سيأتي لا محالة.

- هل تستطيع أي امرأة أن تستخدم المنصة؟
هذا هدفنا ورغبتنا بأن نتيح مكاناً آمناً للمرأة بصرف النظر عن خلفيتها، وثقافتها، ونوع عملها إن وجد، ومكان تواجدها، وجنسيتها. بعض البرامج تشترط التسجيل كنوع من عملية التنظيم والمحافظة على الجودة.

-كلمة ختامية....

أنا أؤمن أنَّ المرأة نفسها تشكل أهم عوامل التغيير في حياتها الخاصة، وحياة غيرها من النساء، وبالتالي المجتمع. فمن خلال سعي المرأة إلى نمو وتطوير ذاتها، والتحدّي والتصدّي إلى سلوكيات التمييز والصور النمطية الهدّامة التي قيَّدَتها ومنعتها من السعي نحو الحياة التي تستحقُّها، فإنه يمكن للمرأة أن تُساهم في تحسين حقوق المرأة لأجيال قادمة وأن تجعل صوتها مسموعًا ولها دور في القيادة والتأثير في المجتمع. فلو تم تفعيل دورها وتحسين سبل عيشها ستتمكن من النهوض بوطنها بأسره.