فهم الأحداث المعقدة واستغلالاًلوقت الأزمة وتناميها ومصبات لتشكيل المؤامرة( 2 )
تاريخ النشر : 2023-01-24 16:43

وقد راجت نظرية المؤامرة في مجتمعاتنا العربيّة حتى أصبحت أسلوب تفكير شائع، لا يمكن الخروج منه وعليه، وما إن يفكر بذلك أحدٌ حتى يُتّهم بالمؤامرة نفسها. في عصر الهزيمة الذي نعيشه، أضحت نظرية المؤامرة أيديولوجيا بحد ذاتها، توفر منظومة تفسيرٍ متماسكةٍ، نلجأ إليها لشرح فشلنا، وعدم قدرتنا على مواجهة أصغر التحديات اليوميّة، على الصعيدين، الفردي والجماعي.

وفي كتابه "تصوّر المؤامرة العالمية" المنشور في عام 2006، حدّد عالم الاجتماع الفرنسي، 

"نظرية المؤامرة رائجة جداً في المجتمعات التي تحكمها أنظمة ديكتاتورية"

بيير أندريه تغاييف، أربعة مبادئ تقوم عليها نظرية المؤامرة: كل شيء مُدبّر ومدروس، فهناك مجموعة تُحيك وتُدبّر وتدير، بشكل خفي، الأحداث وفقاً لمصالحها. حتماً هناك إرادة خفيّة لكل ما يحصل، فلا شيء يحدث مصادفةً أو تلقائياً. كل ما يَظهر للعيان غير موجود أصلاً، أو ما يَظهر هو غير الحقيقي بأكمله، أيّ كل شيء مفبرك، ولا نرى إلا جزءا من الحقيقة. هناك علاقة خفيّة بين ما يظهر للعيان (الأحداث) والإرادة الخفية التي تدبّر وتحيك وتنظّم (المتآمرون أو الدولة المتآمرة).

واللجوء إلى نظرية المؤامرة في شرح الواقع استراتيجية لها أهدافها على الأصعدة، السياسي والاجتماعي والنفسي الفردي:

سياسياً، إذا كان هناك عامل مشترك بين جميع الأنظمة الديكتاتورية الشمولية، فهو اللجوء إلى نظرية المؤامرة وترويجها، وإذ تبنّت جميع هذه الأنظمة، وبشكليها العسكري والديني، هذه النظريّة، فذلك للدفاع عن وجودها، فكلّ من يحاول نقدها أو تغييرها هو متآمر ويُنفذ مخطّطا خارجيا. لا يوجد نظام طغياني في العالم إلا واتهم معارضيه بالمؤامرة الخارجيّة: ستالين، هتلر، بينوشيه، تشاوشيسكو، صدّام، بن علي، القذافي، علي عبد الله صالح، الأسد.. أيّ اعتراض عليهم، مهما صغر، هو مؤامرة، وكل صرخةٍ من أجل العدل مؤامرة.

نظريّة المؤامرة هي ديدن الأنظمة الشمولية، على حدّ قول الألمانية حنه أرندت، في كتابها "أسس التوتاليتارية"، فيتلازم استحضار المؤامرة مع سرديات المظلومية، بالاعتماد على قصص ومؤامرات موجودة مسبقاً في الوعي الجمعي، ويتم ذلك بشكل دعائي تلقيني يومي، حتى تتحول إلى شكل من العصاب الجماعي، تقول أرندت: "وحدهما الرعاع والنخبة من يمكن أن تجتذبهما انطلاقة التوتاليتارية نفسها، أما الجماهير فينبغي أن تُحمل إلى تأييد التوتاليتارية من خلال الدعاية". ومن الاستراتيجيات التي تستخدمها هذه الأنظمة لإقناع الناس التكرار والإعادة في الحديث عن المؤامرة، ومحاولة عرض الأحداث والعلاقات الخفية بشكل منطقي، ومُبالغ به، عن طريق وسائل الإعلام الجماهيرية المختلفة. والتكرار يؤدّي، في البداية، إلى التعوّد على بعض الأفكار، وبالتالي قبول تبنّيها بشكل لا شعوري، حتى يردّدها بعضهم بشكل ببغائي.

اجتماعياً، تهدف نظرية المؤامرة لصناعة العدو الذي يهدّد الجماعة (الشعب، القومية، الثقافة) وهي بذلك تساعد على إيجاد نوعٍ من الهُويّة الاجتماعية، قائمة على المصير المشترك: الجميع يكرهنا، وعدو لنا أو يغارون منّا، ويريدون تدميرنا أو ينافسوننا. يؤدي هذا الإحساس المشترك، بشكل أو بآخر، إلى الشعور بالانتماء المشترك عند الأفراد، وهو يقوّي الترابط والانسجام بينهم، وكلما زاد الإحساس بالتهديد والتآمر والمظلومية زاد تماسك الجماعة، وتطرّفت في مواقفها. لذلك نرى انتشاراً كبيراً للأفكار التآمرية عند الجماعات المتطرفة، يساريّة كانت أو يمينيّة أو إسلاميّة.

وتساعد نظرية المؤامرة على تبرير الفشل، سواءً على الصعيد الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي، ففي مجتمعاتنا العربية، مثلا، نعزو وضعنا المزري، على جميع الأصعدة، إلى الدول الغربية المهيمنة أو الصهيونية والإمبريالية العالمية، فنحن متخلفون لأنّهم يتآمرون علينا. ونحن مُجزأون، لأنّهم يريدون ذلك، نحن فقراء (أو أنتم فقراء) لأننا نواجه مؤامراتهم ضد البلاد. يتم إرجاع كل مصائبنا والتحديات التي نواجهها إلى نظرية المؤامرة. هناك دائماً عدو يتآمر علينا، ويحرمنا من متاع الحياة.

نفسياً، بتبسيطها الواقع السياسي أو الاجتماعي (هناك أشرار يريدون الانتقام منّا ولا يحبوننا، ولا يريدون لنا الخير)، تساعد نظرية المؤامرة المؤمنين بها على التحليل السريع للأحداث، تحليل اختزالي في ثنائيات متضادّة "مانوي" (الخير والشر، النور والظلام، الأعداء والأصدقاء). وبذلك لا توفّر فقط إطارا تفسيريا سهلا ومتماسكا، وإنما الوصول إلى نوع من الرِضى الذاتي، نتيجة موقفهم السلبي المتخاذل من الواقع، أو المتقاعس عن اتخاذ مواقف نقديّة تجاهه، لا بل نكران وجود هذه الواقع أصلاً، للتهرب من تحمّل المسؤوليّة، فالإنكار آلية دفاع نفسي عن الأنا: كلّ ما يُقال هو نتيجة مؤامرة، ولا يوجد شيء أصلاً. وهكذا يهرب الفرد 

 

"لا يمكن إنكار وجود تخطيط وتآمر وتدبير للأحداث في بعض الأحيان، والأمثلة على ذلك لا تنقص أحداً"

الموالي للأنظمة الدكتاتورية، على سبيل المثال، من حالة تأنيب الضمير نتيجة موقفه الصامت أو المؤيد أو الخائف من النقد. وبما أن هذا الاعتقاد بوجود مؤامرة يؤدي إلى راحة نفسيّة (ناتجة عن التوافق بين المُعتقد والسلوك)، يقوم الفرد الموالي للحاكم في الأنظمة الديكتاتورية في الابتعاد عن أيّة معلومات أو مصدر معلومات (المحطات الفضائيّة العربية والعالمية والمقالات والأشخاص) يدحض نظرية المؤامرة.

ويُتلخّص التفكير التآمري في أربعة ميكانيزمات، فعادة ما يتمّ تقديم غياب الدليل على أنه دليل، ومن ثم يُطرح السؤال "لماذا في هذا الوقت بالذات؟". ودائماً يتم إنكار عامل المصادفة والتشكيك. وأخيراً، المؤامرة مؤكدة، وكل نقد موجه إلى نظريّة المؤامرة، أو محاولة نفيها هو جزء من المؤامرة نفسها.

من الأفكار التآمرية المنتشرة في مجتمعاتنا العربية: الغرب يتآمر علينا، اليهود يسيطرون على العالم، برتوكولات حكماء بني صهيون، نحن لدينا أخلاق والغربيون بدون أخلاق، ولذلك يريدون تدمير مجتمعنا، أحداث 11 سبتمبر مدبرة، والهجوم على مجلة شارلي أيبدو مدبّر، الغرب يتآمر على الإسلام ويخاف منه، قصص الماسونية وسيطرتها على العالم، كل شيء مُدبر من أميركا، الربيع العربي مؤامرة، سقوط القذافي مؤامرة، سقوط بن علي مؤامرة، سقوط مبارك مؤامرة، نزول السوريين إلى الشارع من أجل كرامتهم وحريّتهم مؤامرة، كل شيء مؤامرة ومُخطط له ومدروس بعناية فائقة.

بالطبع، لا يمكن إنكار وجود تخطيط وتآمر وتدبير للأحداث في بعض الأحيان، والأمثلة على ذلك لا تنقص أحداً. ولا يمكن نفي الإغراءات التي تقدّمها نظرية المؤامرة، وأنّها تنتشر في جميع المجتمعات تقريباً، لكن الملحوظ أنّها رائجة جداً في المجتمعات المتخلّفة، والمجتمعات التي تحكمها أنظمة ديكتاتورية. وبلا شك تبقى المجتمعات العربية بمثابة السوق الأكثر رواجاً واستهلاكا لها، حتى أصبحت مهووسة بها. ما يُراد استنكاره هنا استخدام نظرية المؤامرة لتفسّر أيّ صغيرة وكبيرة، وتعطيل العقل والتحليل المنطقي والعلمي، ورفض أيّ إرادة تغيير مهما كانت من خلالها.

 

«نظرية المؤامرة-- مصطلح يعد من أكثر المصطلحات الرائجة شعبيا هذه الأيام، بل أصبح بمثابة الأسطوانة المشروخة أو الشماعة التي نعلق عليها أسباب أخطائنا. فمع كل كارثة قومية أو أزمة مادية أو فشل عائلي يبحث البعض عن «نظرية المؤامرة» فهي وراء كل شيء يحدث، فما الذي يجعل من نظرية المؤامرة نوعا من الهوس لدى البعض؟ ولماذا يتهم البعض وسائل الإعلام بالترويج لهذه النظرية عبر منظريه وخبرائه ؟ولماذا يتمتع البعض بنفسية هشة تجعله فريسة سهلة لهذه النظرية المزعومة؟.

يقول مجدي حجازي (مدرس) لا نستطيع أن ننكر أن نظرية المؤامرة موجودة وبشدة في حياتنا اليومية في السياسة والاقتصاد وحتى في العلاقات الاجتماعية، فنحن لا نعيش في عالم من الملائكة فهناك الأحاسيس الإنسانية السيئة كالحقد والغيرة والطمع وكلها أسباب تجعل الناس يتآمر بعضهم على بعض ومن يتابع صفحات الجرائم سيجد أن وراء كل جريمة مؤامرة من نوع ما.

هؤلاء الذين يعتقدون نظرية المؤامرة هم أناس غير أسوياء فهل يمكن أن يكون وراء كل شيء في حياتنا مؤامرة؟ هل يعقل مثلا أن يستمر اعتقاد البعض أن أحداث 11 سبتمبر مؤامرة أميركية أو اسرائيلية على رغم اعتراف تنظيم القاعدة بها؟ بل إن بعض الناس يعتقدون أن هزيمة الفريق الذي يشجعونه في مباراة لكرة القدم نوع من المؤامرة، والمؤكد أن هؤلاء المهووسين بنظرية المؤامرة يحتاجون إلى علاج عاجل.

ويؤكد علي العنزي (متقاعد) وجود نظرية المؤامرة بل يتعاطف مع أنصارها قائلا: أتعاطف مع الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة، فالكثير من الحوادث والكوارث التي حدثت في سنوات سابقة اتضح فيما بعد أنها نتيجة مؤامرات، حتى الصور الشهيرة لنزول الإنسان على سطح القمر قرأنا أنها مزيفة صورت على الأرض، وعندما قتلت ديانا قالت وسائل الإعلام إنها مؤامرة فإذا كانت وسائل الإعلام نفسها تروج لنظرية المؤامرة ليلا ونهارا فكيف لا يصدقها الناس العاديون؟

الإعلام يروج لها

ـ الإعلام له تأثير كبير على جميع جوانب حياتنا في العصر الحالي، وعلى رغم وجود إعلام عربي يتمتع بهامش من الحرية ويتيح لجميع الآراء أن تعبر عن نفسها إلا أن هذا الإعلام ما زال يحمل إرث الماضي من خلال الخمسين عاما الماضية حيث كان الإعلام يروج لنظرية المؤامرة فهي وراء الخلافات بين دولة وأخرى أو هي وراء الأزمات السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية التي يمر بها نظام من الأنظمة.

لكن ما أريد أن أؤكده أن الإعلام لا يخلق نظرية المؤامرة من فراغ بل هو يروج لها ويساعد على انتشارها. وهناك الكثير من الأسباب التي تجعل بعض الدول والجماعات والأشخاص يستخدمون نظرية المؤامرة كنوع من التبرير أو التعمية عن الأسباب الحقيقة لفشل ما. كما أن الاتجاه العقائدي سياسيا أو دينيا أو اقتصاديا يمكن أن يكون أحد الأسباب التي تجعلنا نفكر وفقا لنظرية المؤامرة.. كما أن حساسية بعض المسؤولين ضد النقد وعدم تقبلهم له يجعل المجال خصبا لنظرية المؤامرة، وهذا خطأ فليس كل نقد يوجه إلى مسؤول عبر وسائل الإعلام هو نوع من نظرية المؤامرة لكننا لأننا لا نتقبل الرأي الأخر فالنقد مؤامرة وحقد ضدنا.

نظرية المؤامرة نتاج تنشئة اجتماعية وسياسية خلال 50 عاما السابقة وخلال هذه السنوات كان الإعلام يستخدم نظرية المؤامرة عند وجود نقد أو هجوم من دولة ضد أخرى للتأثير في الرأي العام. كما أن الإعلام من خلال ما يقدمه من برامج سياسية او أفلام ومسلسلات يصور أو كرس نظرية المؤامرة أيضا فينشأ جيل يتأثر بهذا الجو الإعلامي غير الصحي. وحتى البرامج الوثائقية التي تقدم في الإعلام العربي تسهم في رواج هذه النظرية فمثلا ما حدث من احتلال فلسطين وراءه نظرية المؤامرة وقد أقول إنها فعلا مؤامرة لكن ليس من المعقول أن كل الكوارث التي حلت بنا يصورها الإعلام على أن وراءها نظرية المؤامرة ويكون من نتيجة ذلك أن الناس لا يصدقون الحقيقة عندما تقال لهم في الإعلام وإنما يعتقدون أن كل شيء وراءه نظرية المؤامرة. وسائل الإعلام لا تخلق هذه النظرية من فراغ ولكن حجب المعلومات وعدم وجود شفافية وازدهار التحليل غير العلمي للأحداث والأزمات يجعل المناخ خصبا لازدهار نظرية المؤامرة التي تستخدم لتبرير أسباب الفشل وتخويف الناس من التفاعل مع جهة أو نظام معين، فيجب أن يتمتع إعلامنا بنقد موضوعي يضع يده على الأخطاء بدلا من الهروب إلى نظرية المؤامرة.

أنصارها يعانون عقدة الاضطهاد

أما د. بدر العمر أستاذ علم النفس فيرى أن نظرية المؤامرة نمط من التفكير السلبي يلجأ إليه البعض ممن يغلب عليهم التشاؤم وعدم الثقة بالنفس وتسيطر عليهم عقدة الاضطهاد. ويواصل قائلا:

ـ أنصار نظرية المؤامرة يميلون إلى تفسير كل المشاكل والأخطاء والأزمات التي يمرون بها وفق عامل خارجي، فالدول التي تعاني مشكلات وأزمات ترمي بها على عدو خارجي، والأشخاص يفعلون ذلك، فبدلا من البحث عن الأسباب الحقيقية وراء المشكلات التي تحدث لهم يلجأون إلى البحث عن نظرية المؤامرة من الآخرين وهم يلجأون إلى هذا النوع من التفكير غير العلمي لإراحة أنفسهم، فهم لا يريدون مواجهة أسباب المشكلة ويبحثون عن التفسير الأسهل وهو المؤامرة، وفي مثل هذا المناخ تزدهر الخرافات والسحر والشعوذة لتخلصنا من المؤامرات المزعومة ضدنا.

فنحن في المجتمعات العربية تربينا على أننا مستهدفون من القوى الكبرى، وعندما نكبر يزداد هذا الشعور بالاضطهاد لدينا كما أن مجتمعاتنا أذابت الفرد في الجماعة وكل جماعة تحاول أن تنفي الجماعة الأخرى وتحاول أن تظهر في أفضل صورة وعندما تتهدد هذه الصورة تلجأ الجماعة إلى نظرية المؤامرة كشماعة تعلق عليها التشويه الذي أصابها.

وما يحدث أن البعض منا لا يقوم بتفسير الظواهر والأزمات تفسيراً علميا يقوم على تحليل الأسباب بموضوعية، بل مع كل أزمة نبحث عن شماعة نظرية المؤامرة. فعندما تفشل العلاقة الزوجية فهناك مؤامرة، وعندما أفشل في التكيف في العمل، فرئيسنا في العمل يتآمر علي، وعندما نقوم بعمل مشروع ويفشل لا نبحث عن أسباب الفشل بل نلقي باللوم على مؤامرة المنافسين لنا في السوق. بل إن كل الكوارث الكبرى التي مرت علينا في المجتمعات العربية هي نوع من المؤامرة ففي السياسة هناك الموساد وفي الأمراض هناك الدول المتقدمة التي نستورد منها الدواء، وفي الأخلاق نبحث عن مؤامرات الفضائيات والتقدم التكنولوجي. لقد آن الأوان لنتخلص من هذه الشماعة التي نعلق عليها فشلنا وأن نتمتع ببعض الموضوعية عند مناقشة أخطائنا وأزماتنا وبدلا من أن نعلق أسباب الخطأ والفشل على نظرية المؤامرة نبحث عن الأسباب الحقيقية ونتعلم منها لكي لا نكررها في المستقبل.

بعيدا عن العلم والحقائق ساجيب من الخبرة الشخصية وبالطبع الإجابة قد تكون متحيزة…

نظرية المؤامرة قد ترجع أصولها من رغبتنا في البقاء عندما كنا نعيش في العراء وسط بيئة قاسية كل ما فيها أما أن يريد اكلك أو التطفل علي جسمك وبالطبع عندما تقدمنا واصبحنا نعيش في قبائل وسط موارد شحيحة واصبح يغير بعضنا علي بعض كان لابد من الشك دائما في القبيلة الأخرى…

فأصبح متاصلا في أنفسنا الخوف من المجهول والخوف من الآخر منذ قديم الأزل.. إذا الركن الأول هو خوف من المجهول….ناهيك أن معظم الديانات الوثنية نشأت حول الخوف من الطبيعة ومحاولة إيجاد طرق سحرية للحماية منها…. نظرية المؤامرة صنعت آلهة ترمي البرق وارواح تمنع من دخول الغابة وكهنة تنفذ أوامرهم لاجل حماية من غضب الآلهة وجلب المطر وشفاء من الأمراض فظهر الجانب الآخر المستفيد الذي يصنع وهم للتضليل والتهويل من أجل صرف نظرك عن عدم منطقية أفعاله عن طريق الخوف الذي يمنع المنطق….

الركن الثالث يكمن في الجهل والكسل والجبن…. شخص لأ يريد أن تفكر كثيرا في الكون حوله بل يريد أن تسير الحياة كما هي وسط القطيع لأ فائدة من التفكير ثم كسل فهو شخص لأ يريد أن يطور من نفسه أو حياته ولا يبذل أي مجهود تماماً وكذلك تثبيط النشطاء حوله حتي لأ يتقدموا عنه..تماما مثل الأم الفاشلة عندما تخيف طفلها النشيط حتي يتوقف عن النشاط والفوضى ويختبئ تحت ظلها…والجبن من مواجهة الحقائق والنفس والمجتمع الرضا بالظلام المريح وتفضليه عن النور الذي يحتاج بعض النشاط….

إنسان نظرية المؤامرة يستطيع أن يعيش في الغابة مختبأ في ظلامات الكهف حتي تأكله السباع يوماً ما…إنسان الحقائق يعيش في النور يواجه السباع بالمنطق قد يخسر مرة وقد يقتل لكنه يصنع الافضل لنفسه و لمن بعده…لكن صديقنا في الكهف يموت الف مرة في اليوم ولا يترك ميراث سوى الجهل والكسل والجبن والظلمات…

اذا هي خليط من الجهل والأمراض النفسية الأخرى…

تختلف تعريفات مصطلح نظرية المؤامرة باختلاف وجهات نظر أصحابها، يمكن القول بأن المؤامرة بها طرفين رئيسين، هما المتآمر (وهم الحكومات عادةً) والمُتآمر عليه (وهو الشعب عادةً) لإخفاء الحقيقة، وهي (مثلما واضح من التسمية) مقتبسة من الفعل تآمر والذي يعني صياغة أكاذيب بشكل منظم، فقد تحدث في المنزل وقد تحدث في العمل وقد تحدث في الدولة وقد تحدث على مستوى عالمي، هذا على المستوى المكان، وعلى مستوى الزمان أيضاً هو غير محدود، ولا بد فيها من وجود طرف متآمر (والذي يفعلها عن قصد) وطرف مُتآمر عليه، وقد يكون أطراف هذه المؤامرة أو أحدهم على علم بها، وقد تتم المؤامرة دون علم المستهدفين بها، ودائماً تأخذ شكل التهمة، نظراً للشكوك التي يشعر بها المتَهِم، ويذهب أنصار نظرية المؤامرة إلى تعاريف أوسع من مجرد مصطلح ومثلاً:

نظرية المؤامرة (بالإنجليزية: Conspiracy Theory)‏ هو مصطلح انتقاصي يشير إلى شرح لحدث أو موقف اعتماداً على مؤامرة لا مبرر لها، وعموماً تأخذ المؤامرة في مضمونها على أفعال غير قانونية أو مؤذية تنفذها حكومة أو منظمة أو أفراد. تُنتج نظريات المؤامرة في أغلب الحالات افتراضات تتناقض مع الفهم التاريخي السائد للحقائق البسيطة.وفقاً للعالم السياسي مايكل باركون، تعتمد نظريات المؤامرة على نظرة أن الكون محكوم بتصميم ما، وتتجسد في ثلاث مبادئ: لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه. أحد الصفات الشائعة هي تطور نظريات المؤامرة هذه لتدمج في تفاصيلها أي دليل موجود ضدهم، ليصبحوا بذلك جملة مغلقة غير قابلة للدحض وعليه تصبح نظرية المؤامرة «مسألة إيمان بدلاً من دليل».

قيام طرف ما معلوم أو غير معلوم بعمل منظم سواءً بوعي أو بدون وعي، سراً أو علناً، بالتخطيط للوصول لهدف ما مع طرف آخر ويتمثل الهدف غالباً في تحقيق مصلحةٍ ما أو السيطرة على تلك الجهة، ومن ثم تنفيذ خطوات تحقيق الهدف من خلال عناصر معروفة أو غير معروفة.

مفهوم المؤامرة كجملة لها معنى واضح لن نغرق في شرحه فلاشك أنتم مدركون لمعاني كلمة ( مؤامرة ) ولكن السؤال الذي أحدث الكثير من النقاشات والحوارات في الصحف والفضائيات وفي الانترنت وكل وسائل التواصل في الإعلام ,,, وهو حقيقة وجود ما يسمى بالمؤامرة على الشعوب أو الدول أو على الإسلام بصورته العامة

يرى الكثير من العلمانيين والليبراليين وكل أصحاب الفكر المنحل وأصحاب الهوى أن ذلك وهــم لا صحة له ؟ مستنكرين في الوقت ذاته وجود أي نوع من التآمر بالجملة والتفصيل ؟ بل أنهم يضحكون ممن يتحدث عن أي مؤامرة مؤكدين أننا كشعوب أو دول أو كمسلمين أقل بكثير من أن يتآمر علينا أحد وان التآمر لابد أن يكون من الضعيف على القوي وفي الوضع الراهن هم أقوى منا عسكرياً واقتصادياً فلماذا يتآمرون !

ويرى قلة منهم أن هناك نوع من التآمر لكنه قليل لا يذكر ولا يشكل خطراً وآرائهم كلها تنم عن (( جهل عقيم وفكر سقيم عليه غشاوة مكبل بأشد أغلال الغباوة )) ودعونا نبدأ من الساعات الأولى للإعلان أكبر مؤامرة بالتاريخ البشري حيث تم إعلانها في مكان لا يعلمه إلا الله على لسنا إبليس حين تم لعنه وطرده من رحمة الله قال تعالى ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ .16. ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) وقد تكرر ذلك في أكثر من موضع في القران فهل هناك أعظم من مؤامرة هذا المخلوق اللعين على بني آدم منذ بداية الخلق وهل يا ترى اكتفى بتحقيق أهدافه المعلنة منذ أن توعد بتحقيقها أما أنه مستمر في المؤامرة وهل ينفذ مؤامراته منفرداً أو بالاستعانة بشياطين الجن والإنس كما تعرفون أحبتي الإجابة التي ينكرها الجهلة من مدعي الفكر والثقافة وللأسف ممن يحسبون على أمة الإسلام

هنا وبعد أن كشف الله لنا حقيقة التآمر من قبل الشيطان أكد الله المؤامرة من قبل البشر بل أن الله من رحمته بعبادة كشف ذلك مبكراً في الآية التاسعة من سورة البقرة حين قال سبحانه ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) ثم استمرت الآيات الكريمات في كشف حقيقة المتآمرين وما في قلوبهم من مرض وأنهم يدعون الإصلاح واهم رؤس الفساد كما تفعل أمريكا والصهيونية العالمية ؟ والقران يكشف الكثير والكثير من التآمر من قبل أهل الباطل على الحق وهي سنة كونية في الأرض ومنها تآمر الأقوام على أنبيائهم حتى المؤامرات التي حيكت للإطاحة بنبينا الكريم عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم , وهي مستمرة حتى قيام الساعة كأمر حتمي لن ينتهي أو يتلاشى

في زماننا المعاصر أشكال المؤامرات تنوعت وأساليب التآمر تطورت حتى أصبح تجنيد المتآمرين يتم بوسائل الإيحاء والاتصال الثقافي والمعرفي والفكري واليوم وصلنا إلى التآمر التكنولوجي فهناك متآمرين ( وهذا محزن جداً ) لا يعلمون أنهم متآمرين أصلاً !!! ولكنهم يحققون كل سبل إنجاح المؤامرة ضد كل صور الحق والطاهرة التي في الشعوب والدول أو في المسلمين خصوصاً

إن كاتباً أو صحفياً أو إعلامياً في أي وسيلة إعلامية يحقق للغرب مكاسب على ارض المسلمين هو متآمر وأن لم يعلم ؟ إن أي امرأة تكشف جسدها باسم الفن أو الحرية أو غير ذلك تساعد على تحقيق المؤامرة وإن لم تتآمر ؟ أن كل ملاك القنوات المنحطة وما يقدمونه من خزي وفحش وخلاعة عبر برامجهم هم أحد أقوى أذرعه المؤامرة وإن لم يتآمروا ؟ بل إن أي حاكم أو رئيس أو مسئول يحرص على منصبه وعرشه ويهمل إقامة دين الله في أرضه هو متآمر حقير وأن لم يوقع عقود المؤامرة ؟ بل الأعظم من كل ذاك وذاك إن أي داعية أو إمام أو شيخ يدفع الشعوب الإسلامية بفتوى لا أصل لها تدعو لتراخي والتسهيل المفرط بالمحرمات والانفتاح الواسع جداً والغير منضبط بشريعة محمد على الغرب هو يمارس أبشع أنواع التآمر وأشدها دماراً وان لم يدرك هو بنفسه حجم جرمه العظيم ؟

أحبتي وقرائي الكرام يستطيع اليوم العالم الإسلامي والعربي بأكمله أن يفتح مع الغرب صفحة جديدة كلها أمل وتسامح وتنتهي معها كل هذه المؤامرات فقط إذا سلمنا أرض المقدس (علانية حكاماً ومحكومين ) وأعلنا أنها أرض خالصة لليهود وفتحنا كل صور الفساد والإباحية في بلادنا باسم الحرية من زواج المثليين يليه نزع الحجاب يعقبه حرية الاعتقاد بالإلحاد وغير الإلحاد مروراً بالسماح بسفاح المحارم وعدم تحريم الخمور ....... الخ ,,, صدقوني ساعتها ستنتهي كل صور المؤامرات !!! وهذا ليس قولي أنا الضعيف المسكين وإنما قول رب العالمين ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) ولم تقف المؤامرة عند الرغبة بل محاولة تحقيقها بالمال قال سبحانه ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ) واليوم تنفق المليارات لإدخال الشعوب إلى عباءة العولمة التي لا دين ولا شرع يحكمها وإنما قوانين بشرية عامة ومن أهمها تلك الشعوب المستهدفة الشعوب الإسلامية والتي تشكل حجرة العثرة الكبرى في تحقيق الدول والمنظمات والهيئات الافسادية في العالم مآربها الدنيئة رغم ضعف أهل الإسلام !!!

ويختم الله التأكيد باستمرارية المؤامرات بكلمة "ولا يزالون" بقوله تعالى (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ) وجيلنا اليوم شاهد كيف تمت الحرب على دول إسلامية بدعوى باطله من أفغانستان إلى لبنان وصولاً إلى العراق والسودان قريباً ؟ وما سبقها عبر قرون مضت مازال التاريخ يحتفظ بها ولا ينكرها إلا منحل ومتبع للهوى وعندها يكون إما متآمر يدرك حقيقة دوره البغيض بين أهله وناسه ومجتمعه وأمته أو جاهل يريد جر أمته للهاوية وهو لا يدري أنه أحد وسائل المؤامرة

وقبل الختام نطرح سؤال عفوي على كل معارض إذا لم تكن هناك مؤامرات فلماذا لا يطبق شرع الله !!! حيث نرى كل دول الإسلام بلا استثناء جنحت بعيداً عن تطيق الشرع فحتى السعودية والتي تعتبر الأقرب نوعاً ما مقارنه بما سواها لا تقوم بهذا التطبيق على النحو الراسخ القويم مما يؤكد بأنه لا توجد دولة اليوم تطبق شرع الله كما أمر سبحانه ... فلو لم تحاك الكثير والكثير من المؤامرات لما وصلنا لما نحن عليه اليوم كأمة مهزومة متشرذمه لا تملك قرارها ولا حتى حماية بعضها البعض من هجوم الآخرين عليهم !!!

قرائي الأعزاء رجال كنتم أو نساء لا يفهم مقالي هذا على أنني مع تأييد الجانب المبالغ فيه في تصور المؤامرات إلى درجة المرض والوسوسة المفرطة حتى جعل البعض من نظرية المؤامرة شماعة يعلق عليها فشل الأمة وعدم تقدمها ؟؟؟ ولا يعني كلامي تأييد المهووسين في تضخيم العمل التآمري الذي وصل بالبعض بأن يؤمن بالسيطرة المطبقة لمنظمات الظلام السرية التي بزعمهم تحكم الكرة الأرضية ؟؟؟ كل هذه المبالغات هراء لا أصل له وهؤلاء هم تماماً على طرفي نقيض مع الجانب المنكر الذي يرى الخطط تطبق بل وتكتب في بعض مذكرات المتآمرين أنفسهم !!! وتحدث فعلاً بعد حين ورغم هذا يصم أذنه ويغمض عينه عن الحقائق وينكرها ؟

ومع هذا كله فقلوبنا تقر وتستريح في طمأنينة فريدة لأن خالق الأفلاك والسموات السبع قال مبشراً لكل مؤمن على وجه الأرض ( ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) فنور الله باقي سيتم >>> نعم هو يخفوا ويخفت أحياناً في قلوب العباد حتى يزيد في الأرض الفساد ويعم البلاء في بعض البلاد لكن سرعان ما يعود نور الله من جديد ليضيء لنا الدروب ... دمتم في حفظ الله علام الغيوب

حقيقة وجود المؤامرة و فائدة افتراض وجودها

فكرة وجود مؤامرة موجودة عند الغرب لها جانب امني محفز  بخلق عدو خارجي كالشيوعية وبعد سقوط السوفييت

 خلقوا عدو خارجي هو الاسلام

الوعي بوجود مؤامرة يفترض ان يحفز الانسان ان يعمل على اخذ الحذر ووضع الخطط لافشالها

ان تجاهل السعودية للمؤامرات التي كانت تقوم بها ايران في اليمن ساعد على بناء قوة للحوثيين في اليمن

اليست اتفاقية سايكس بيكو مؤامرة ودعم الطغاة مثل بشار والسيسي وتنصيب نظام طائفي شيعي في العراق مؤامرة

اليس وعد بلفور لليهود في فلسطين مؤامرة اليس دعم اميركا اسرائيل مؤامرة اليس غزو العراق وافغانستان مؤامرة

اليس اتفاق روسيا واميركا على دعم بشار الاسد ليستمر بقتل الشعب السوري 

اليست مؤامرة اليس دعم اسرائيل ضد الفلسطيين.