فصائل: نطالب الرئيس أبو مازن بوقف المشاركة الفلسطينية في شرم الشيخ
تاريخ النشر : 2023-03-18 11:10

غزة: طالبت فصائل فلسطينية، يوم السبت، الرئيس أبو مازن بوقف المشاركة الفلسطينية في احتماع شرم الشيخ، كما طالب مصر والأردن لإلغائه، ولعدم المضي في هذا المسار بالغ الخطورة على الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة،

وقالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يوم السبت، إن الأضاليل وروايات الغش والادعاءات الكاذبة عن جدوى مسار العقبة- شرم الشيخ وضرورته المزعومة لخدمة مصالح شعبنا، وحفظ أمنه ولجم الأعمال العدوانية لدولة الاحتلال، تكشفها حمامات الدم ومسلسل الجرائم اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين المسعورة على مساحة الضفة الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس، وآخرها ارتكاب مجزرة جنين البشعة التي ارتكبت نهار أمس، وأودت بحياة 4 شهداء و23 جريحاً، من بينهم حالات خطرة.

وأضافت الديمقراطية في بيان صدر عنها ووصل "أمد للإعلام" نسخةً منه، لقد شكلت مجزرة جنين السبت، صفعة لكل الذين كانوا يعملون على التحضير لاجتماع شرم الشيخ، ويروجون له ويدعونه واجباً وطنياً لدرء مخاطر الأعمال العدوانية لإسرائيل، ليتأكد بالواقع الملموس أن اجتماع شرم الشيخ وما سبقه من تفاهمات في اجتماع العقبة لم يكن إلا غطاءً وتستراً على حكومة الاحتلال ووزرائها الفاشيين ليذهبوا بعيداً في توسيع أعمال القتل والإعدام.

وأوضح، أنّ أعداد شهدائنا وصل منذ بداية العام الحالي 2023 إلى 88 شهيداً، وعدد الجرحى ما يفوق 1100 جريح، والمنازل المهدمة على يد قوات الاحتلال لـ 177 منزلاً ومنشأة، والمشردين من منازلهم بفعل الهدم إلى 157 فلسطينياً، دون أن يعني ذلك أن أعمال القتل والتنكيل، قد توقفت بل أن استمرار هذه الأعمال الفاشية دون رد فاعل وصارم وحاسم من السلطة الفلسطينية وهرولتها نحو الوصول إلى تفاهمات مع حكومة الرعاع والغوغاء في إسرائيل سوف يُشجع نتنياهو وشركائه في التغول بالدم الفلسطيني على مواصلة ارتكاب المجازر وسفك دماء شعبنا وإحراق قراه وبلداته على غرار ما تعرضت له بلدة حوارة المنكوبة».

ووصفت الجبهة أن التجارب المرة مع مسار العقبة- شرم الشيخ والتي ظهرت منذ ما قبل انعقاده تؤكد أن تفاهماته لم تكن ملزمة إلا للسلطة الفلسطينية وحدها، ولم يتردد وزراء الفاشية الإسرائيلية في السخرية من هذا المسار وتفاهماته، دون أن تستخلص السلطة ما يجب استخلاصه بل تورطت أكثر فأكثر في ذلك وآخرها، تلك الصفعة المدوية في جنين أثناء انهماك وفد السلطة في تحضير أوراقه للالتحاق بشرم الشيخ، بحثاً عن خشبة انقاذ لسلطة باتت أكثر عجزاً من أن تقاوم الضغوط  الأميركية والاسرائيلية والإقليمية، وأكثر عجزاً من أن تقاوم الانجرار وراء مصالحها الفئوية والطبقية وأكثر عجزاً من أن تستجيب لمصالح شعبنا بكل ما يتطلبه ذلك من إرادة وطنية وصلابة سياسية ووفاءً لدماء الشهداء ومصالح الشعب وحقوقه الوطنية المشروعة.

وخلصت الجبهة إلى التأكيد أن التحاق وفد القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية لاجتماع شرم الشيخ، بعد كل ما شهدته الضفة الفلسطينية من مجازر ومحارق وحمامات دم وجرائم موصوفة على يد الاحتلال وعصاباته، سوف يضع القيادة السياسية للسلطة في مواجهة حالة وطنية ومقاومة شعبية، لم تعد تقنعها سياسات المناورات قصيرة النفس، والادعاءات المفضوحة، وما على القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية إلا أن تعيد قراءة سياستها وأن تراجع قراراتها المدمرة بالالتحاق باجتماع شرم الشيخ، وأن تقدم اعتذارها لشعبها عما ألحقته من كوارث سياسية.

قال القيادي خالد البطش، رئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة الجهاد في فلسطين، إن قمة شرم الشيخ المرتقبة، هي محاولة أمريكية لفك العزلة عن حكومة نتنياهو، موضحا أن مشاركة السلطة في القمة تشكل طوق نجاة لحكومة اليمين المجرم في تل أبيب.

وأكد القيادي البطش في تصريحات صحفية اليوم السبت، أنّ قبول السّلطة المشاركة في قمّة شرم الشيخ، إمعانٌ في التجاهل غير المقبول للإرادة الشعبيّة، وتجاوزٌ لقرارات الإجماع الوطنيّ خاصّةً قرارات المجلسين؛ الوطنيّ والمركزيّ، بسحب الاعتراف بالاحتلال، والتحلّل من اتّفاقات أوسلو والتزاماتها الأمنيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، لاسيما وقف التنسيق الأمنيّ، وصك براءة للعدو من جرائمه في جنين ونابلس.

وأضاف: هذه الخطوة وفي هذا التوقيت تحديداً، هي خدماتٍ مجانيّةٍ للحكومة الصهيونيّة اليمينيّة التي بات العالمُ يضيق ذرعًا بممارساتها وسلوكها الفاشي، ومشاركة السلطة، ستصب زيتا على نار الأزمات الداخلية، ومن ناحية أخرى تعطي الفرصة للكنيست الصهيوني على المضي قدما في إقرار قانون إعدام الأسرى الذي سيشكل عصا في نتنياهو لمواجهة خصومه في أزمته الداخليّة".
وجدد القيادي البطش دعوة قيادة السلطة للتوقف عن المشاركة في هذه الاجتماعات التي لا طائل وطنياً منها، وتشكل ربحًا صافيًا للاحتلال ومشاريع تصفية القضبة الفلسطينية وتلحق الضرر بالإجماع والثوابت الوطنية .

ولفت إلى أن البديل المنطقي عن الذهاب بعيدًا في دهاليز السياسة الأمريكية والأوروبية اللتين تسعيان لضمان أمن "إسرائيل" بأي ثمن على حساب الحقوق الفلسطينية، هو استعادة الوحدة الوطنية على أسس الشراكة والتمسك بالثوابت وتعزيز صمود أهل القدس وغزة، ورفع وتيرة المقاومة بكل أشكالها لطرد الاحتلال عن أرض فلسطين وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة بالضفة، مشيرًا إلى أن معركة التحرير مستمرة وتتسع.

بدوره قال رئيس الملتقى الوطني الديمقراطي، ناصر القدوة، إن الجلوس مع حكومة الاحتلال تغطية على الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وإمعان في حالة الذل السياسي

وأضاف، أن الجهات المتنفذة في المقاطعة غير معنية بالحوار الفلسطيني-الفلسطيني ولا تأبه بالرأي العام الفلسطيني ولا تعير بالاً لدمه أو أولوياته، لأنها موجودة في الحكم رغما عن إرادته وتدرك أنها لا تتمتع بالشرعية والعلاقة المطلوبة مع الشعب الذي يواجه إرهاب منظومة الاستعمار الاستيطاني شامخاً رغم أنه وحيداً.

وأوضح، أن الجلوس مع حكومة الاحتلال المجرمة في ظل كل ما يحدث على الأرض وفي غياب لأي سياق سياسي جدير بالاحترام ما هو إلا تغطية على الجرائم بحق شعبنا وإمعان في حال الذل والمهانة التي آلت إليها الحالة السياسية الفلسطينية في ظل تحكم هؤلاء.

وتابع، بدلاُ من البحث عن طرق لمهادنة المحتل واستجداء المال والتهدئة منه، يجب الالتفات للداخل وإنقاذ وضعنا من كل هذا البؤس والمهانة نحو منظومة سياسية موحدة وجديرة بالاحترام تتمتع بالشرعية التمثيلية والوطنية في وجودها ومواقفها.