لماذا يحتجون على القمة؟
تاريخ النشر : 2023-05-23 12:43

طرحوا قضايا كبيرةً رغم عددهم الصغير. سُمع صوتهُم قويًا رغم ضعف الحشد الذى دعت إليه حركة هيروشيما ضد الحرب النووية احتجاجًا على قمة الدول الصناعية السبع الكبرى التى عُقدت فى مدينتهم. بدت حركتُهم منظَّمةً جيدًا، مثل كل شىء فى اليابان تقريبًا تظاهراتُهم ومسيراتُهم حرصُهم على الالتزام بالقواعد المعمول بها فى الاحتجاجات, ومبادرتُهم لتقييد أنفسهم بسلاسل ضمانًا للسير فى الصفوف المُحدَّدة لهم عندما تدخلت الشرطةُ تجنبًا لتعطيل حركة السيارات.

اختاروا شعاراتهم ضد القمة من واقع استنكارهم الحروب العدوانية، ورفضهم الحروب النووية التى كانت مدينتُهم ضحية الطلقة الأولى، والأخيرة حتى الآن، فيها. حسب خلفيتهم السياسية هذه قمةُ إمبريالية لا يعملُ المشاركون بها من أجل مصالح شعوبهم، أو خير البشرية.

ومن أهم ما يُلاحَظُ فى شعاراتهم التحذيرُ من حربٍ عدوانيةٍ ضد الصين. عبر اليابانيون المُحتجون عن تعاطفهم معها رغم النزاع بين الدولتين على عددٍ من الجزر، وعدم وجود ما يُنيىء بحربٍ قريبةٍ فى شرق آسيا مادامت المصالحُ الاقتصاديةُ المتبادلةُ كبيرةً وغالبة. كما أن مقاربة قمة السبع للخلافات معها معتدلةُ يُوازنُ فيها بين لغةٍ خشنةٍ وسلوكٍ ناعم.

لم يكن هذا موقفُهم تجاه روسيا رغم أن القادة السبعة وضعوها فى صدارة أولوياتهم، واتفقوا على عقوباتٍ جديدةٍ ضدها ودعمٍ إضافي لأوكرانيا. فقد دعَّموا من يعتقدون أن حربًا قد تُشنُ عليه، وليس من يشنُ الحرب على غيره.

إلى هذا الحد بدا موقفُ المُحتجين فى هيروشيما مستقيمًا، بمقدار ما كان قويًا فى تحذير المجتمعين فى مدينتهم من مواصلة سياساتهم التى يرون أنها تُلحقُ الضرر بالعالم، وفى إدانة القرارات الصادرة عن قمتهم، وفى الرسالة التى وجهوها إلى رئيس وزراء بلدهم فوميو كيشيدا حين توجهوا إلى متحف هيروشيما التذكارى للسلام، الذى يسترعى انتباه زائريه ساعاتُ مُعلَّقةُ متوقفةُ عند الساعة 8.16، فى إشارةٍ رمزيةٍ إلى لحظة سقوط القنبلة الذرية المُسماة ليتل بوى صباح 6 أغسطس 1945. ولرسالتهم مغزى خاصُ لأن عائلة كيشيدا تنتمى فى الأصل إلى هيروشيما، وإن كان هو المولود 1957 نشأ فى طوكيو.
عن الأهرام