
وعودة اليسار..
بعد فوزه في انتخابات ألمانيا.. ميرتس: يجب تشكيل حكومة قادرة في أسرع وقت فالعالم لن ينتظرنا

أمد/ برلين: احتفل مرشح حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس، بفوزه في الانتخابات الألمانية المبكرة، على حساب منافسه أولاف شولتز، قائلًا: "فزنا في هذه الانتخابات الفيدرالية، وشكرًا للناخبين على الثقة التي وضعوها في الاتحاد".
وأعلن ميرتس بعد فوز حزبه في الانتخابات التشريعية الأحد (23 شباط/ فبراير 2025) رغبته في تشكيل حكومة "بأسرع وقت ممكن" لتجاوز أزمات ألمانيا، فيما سجل اليمين المتطرف تقدما تاريخيا.
وقال ميرتس (69 عاما) في برلين بعد الانتصار الذي يرشحه لتولي منصب المستشار بشرط إيجاد حلفاء للحكم، إن "العالم الخارجي لن ينتظرنا، ولن ينتظر مفاوضات ائتلافية مطولة (...) يتعين علينا أن نصبح جاهزين للعمل بسرعة مجددا للقيام بما هو ضروري على الصعيد الداخلي، لكي نصبح حاضرين في أوروبا مرة أخرى".
وقال: "أنا مدرك للمسؤولية التي تقع على عاتقي الآن، وأصبح الأمر يتعلق بتشكيل حكومة قادرة على اتخاذ الإجراءات في أسرع وقت ممكن، والعالم الخارجي لا ينتظرنا، رغم أنه لا يزال يتعين علينا انتظار النتائج النهائية، إلا أن النتيجة واضحة".
التحالفات الممكنة’
وفي هذا السياق، يتطلع الشركاء الأوروبيون بشدة إلى الإسراع في تشكيل حكومة في ألمانيا. وقد لمح فريدريش ميرتس إلى أنه يفضل مد اليد إلى الحزب الاشتراكي الديموقراطي. وهذا التحالف المحتمل الذي يطلق عليه "الائتلاف الكبير" بين الحزبين اللذين هيمنا على المشهد السياسي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، هو الخيار المفضل لدى الألمان بعد مرحلة اضطرابات متواصلة داخل الائتلاف الحكومي الثلاثي بين الاشتراكيين والخضر وليبراليي الحزب الديموقراطي الحر. وقال ميرتس في هذا الصدد إنه يريد تجنب تشكيل ائتلاف ثلاثي.
الخضر مستعد لكن يستبعد
من جانبه أعلن حزب الخضر الألماني استعداده للدخول في ائتلاف حاكم مع الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي؛ والذي يعرف باسم "ائتلاف كينيا" (لأن علم كينيا يجمع بين الألوان الثلاثة الأسود شعار الاتحاد المسيحي والأحمر شعار الحزب الاشتراكي والأخضر شعار حزب الخضر).
وفي تصريحات للقناة الثانية بالتلفزيون الألماني "زد دي إف"، قال مرشح حزب الخضر لمنصب المستشار، روبرت هابيك، مساء اليوم الأحد:" بالطبع نحن مستعدون لذلك. نحن مستعدون دائما لتحمل المسؤولية". وأضاف هابيك الذي يشغل حاليا منصب وزير الاقتصاد ونائب المستشار أولاف شولتس أن قرار إشراك الخضر في تشكيل الحكومة متروك لزعيم الاتحاد المسيحي فريدريش ميرتس، " لكنني بصراحة لا أتوقع هذا."، مشيرا إلى أن الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري أعرب مرارا عن رفضه للتعاون مع حزب الخضر.
وقال هابيك:" لا أعتقد أن ميرتس يمكنه أن يفرض هذا عليهم". ما لفت هابيك إلى أن الحزب البافاري حقق نتيجة قوية، على عكس الحزب المسيحي الذي لم يحقق نتائج بنفس القوة، وتابع:" عندما أنظر إلى الأمر من بعيد، يبدو أن موازين القوى قد تغيرت بشكل قوي على حساب ميرتس". وكان زعيم الحزب المسيحي البافاري، ماركوس زودر، أعرب في وقت سابق عن رفضه القاطع للدخول في أي ائتلاف مع حزب الخضر بعد انتخابات البرلمان الألماني.
خسر الأغلبية
يكون توزيع مقاعد البرلمان المكون من 630 مقعدًا، 211 مقعدًا لحزب الاتحاد المسيحي، يليه حزب البديل من أجل ألمانيا بـ142 مقعدًا، و116 مقعدًا لحزب الديمقراطي الاجتماعي، وحزب الخضر 98 مقعدًا، وحزب اليسار 62، وحزب سارة فاجكنيشت مقعد وحيد.
وبما أن مقاعد البرلمان الألماني 630 مقعدًا، فإن الأغلبية تبدأ من 198 مقعدًا، والأغلبية المطلقة من 316 مقعدًا، وبحسب التوقعات الأولية للانتخابات الألمانية المبكرة، وبحسب توقعات قناة ARD، فإن الاتحاد المسيحي سوف يكون الفائز الواضح في الانتخابات بنسبة 29%، وبحسب التوقعات الحالية، فإن حزب البديل من أجل ألمانيا على وشك أن يفشل في الوصول إلى نسبة 20%، إذ تشير النتائج الأولية إلى حصوله على 19.5%، كما حقّق الحزب الاشتراكي الديمقراطي 16.0%، والخضر 13.5%.
وبحسب توقعات قناة ARD، نجح حزب اليسار في دخول البوندستاج، بحصوله على 8.5% من الأصوات، كما حصل الحزب الديمقراطي الحر على 4.9%، وهي أرقام قابلة للتغيير.
يظل الاتحاد أقل من هدفه الانتخابي الذي يتجاوز 30 في المائة بشكل كبير، إذا دخل الحزب الديمقراطي الحر وحزب العمال الاشتراكي الألماني إلى البوندستاغ، فإن الحكومة الفيدرالية المحتملة المكونة من الحزب الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي لن تتمتع بالأغلبية.
عانى الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار أولاف شولتز من أسوأ نتيجة في الانتخابات الفيدرالية منذ عام 1949، لقد وصل إلى 25.7 منذ ثلاث سنوات في انتخابات 2021.وهذا التراجع غير مسبوق للحزب الأقدم في ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
صدمة حلفاء أوكرانيا
ويأتي هذا التحول إلى اليمين في لحظة محورية بالنسبة إلى ألمانيا وحلفائها الأوروبيين الذين أصيبوا بالصدمة إزاء الإعلانات الصادرة عن إدارة دونالد ترامب بشأن الحرب في أوكرانيا، والمخاوف من انهيار التحالف عبر الأطلسي، والتهديدات بزيادة الرسوم الجمركية.
كلمات دلالية
أخبار ذات صلة
-
ترامب يصف انتخابات ألمانيا باليوم الرائع لها ولأمريكا..واليهود في صدمة
-
انتخابات ألمانيا: فوز للمحافظين واليمين المتطرف يحقق "نتيجة تاريخية"