رغم تعرضها للسخرية..

"هآرتس": مبادرة ماكرون للدولة الفلسطينية حفّزت إطلاق "خطة ترامب" حول غزة

تابعنا على:   13:51 2025-10-05

أمد/ تل أبيب: يرى تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية يوم الأحد، أن مبادرة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، التي أطلقها من الأمم المتحدة في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، لإقامة دولة فلسطينية، كانت سبباً "مؤثراً" وراء إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خطته لإنهاء الحرب في غزة.

ورغم الهجوم الكبير الذي تعرّضت له الخطة من ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وفريق حكومته، بوصفها "خرقاء" و"خالية من أي أهمية عملية"، إلا أن الصحيفة العبرية ترى أنها أدت إلى "تغييرات جوهرية" في خطة الرئيس الأمريكي لوقف إطلاق النار، بما في ذلك تقويض فكرة إقامة "ريفييرا غزة" التي كانت ستؤدي إلى تهجير سكانها.

وتعرّض ماكرون لإهانات مباشرة من نتنياهو وعائلته؛ ما أثار سخرية واسعة في إسرائيل، بما في ذلك من بعض الكتاب والمحللين، ومع ذلك، أسفرت الدبلوماسية الفرنسية المكثفة، سواء خلف الكواليس أو علناً، عن نتائج فاقت التوقعات، بحسب "هآرتس".

واعتمدت خطة ترامب المكونة من عشرين نقطة على إعلان نيويورك، المنبثق عن المبادرة الفرنسية، في نقاط رئيسة مثل نشر قوة دولية في غزة، التي كانت فكرة بدت "ضربا من الخيال" قبل أسابيع قليلة. 

ووفق الدكتورة مورييل أسبورغ، الباحثة البارزة في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، فإن "الإنجازات العملية للمبادرة الفرنسية "أعظم مما يُتخيل"، مشيرة إلى أنها غيّرت موقف إدارة ترامب، وأولها إسقاط فكرة "ريفييرا غزة" التي كانت ستشرّد سكانها رسمياً. 

 وأدت الضمانة الشاملة لإصلاح السلطة الفلسطينية، التي قدمها الرئيس محمود عباس استجابة للمبادرة الغربية بقيادة ماكرون، إلى دمج هذه الالتزامات في خطة البيت الأبيض كأهداف لنقل السلطة في غزة إلى السلطة في رام الله، كما تحوّلت اعتراضات إدارة ترامب القوية على الاعتراف بفلسطين من "ضجة كبيرة" إلى "خفوت".

واعتبرت "هآرتس"  أن رؤية حل الدولتين "أُدمجت بوضوح في خطة العشرين نقطة"، وهو ما يُعتبر برأيها "أعظم إنجازات ماكرون"، مما يظهر قوة صياغة رؤية عامة لـ"اليوم التالي".

وعلى الجانب الإسرائيلي، أدى الضغط الدولي المتزايد والتدهور في مكانة تل أيب الدولية إلى موافقة نتنياهو على الخطة الأمريكية خلال اجتماع مع ترامب؛ إذ وقف رئيس الوزراء في البيت الأبيض وقال "نعم" للاتفاق، معترفاً بحل الدولتين كحل أمني طويل الأمد، كما ترى "هآرتس".

 كما تعتقد الصحيفة العبرية أن ذلك الاعتراف "يعدّ انهياراً لفكرة اليمين الإسرائيلي في تحقيق الأمن بتجاهل القضية الفلسطينية أو بالقوة وحدها"، كما يشكّل "إقراراً بالمسار الذي يسلكه الإسرائيليون دائماً، لكنه جاء متأخراً".

مصلحة إسرائيل

ومن منظور أمني، يرى خبراء مثل ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي أن حل الدولتين يصب في مصلحة إسرائيل الاستراتيجية. وتعرّف "هآرتس" الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه، بأنه عمل في مقر قيادة الضفة الغربية أثناء اتفاقيات أوسلو، وقاد فرقة يهودا والسامرة بين 2005 و2007.

 ويؤكد الضابط الإسرائيلي أن الطريق لا يقل أهمية عن الهدف، مستدركاً أن نتنياهو، انشغل بدلاً من توسيع رقعة السلام في المنطقة، بـ "تفضيل كرسي الرئاسة" حتى على حياة الرهائن.

  أما في أوروبا، فإن الدول الغربية، بما فيها فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، تغتنم الفرصة لاستعادة العلاقات مع إسرائيل، التي تدهورت إلى مستويات غير مسبوقة، لكن هذا لن يأتي دون شروط. 

يبدو أن أوروبا مستعدة للمصالحة إذا قدمت إسرائيل أسباباً وجيهة، رغم تراجع الرأي العام تجاهها، خاصة في ألمانيا؛ إذ لطالما يئست القارة من نتنياهو، لكنها حرصت على تمييز يأسها عن الشعب الإسرائيلي ككل، بحسب "هآرتس".

 
 

 

 

كلمات دلالية

اخر الأخبار